الدكتور علي جمعة: المتنطع مثل من تنزني لتطعم أيتام


أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي مصر الأسبق، أن هناك خللًا لدى بعض الناس في التعامل مع مراتب التكليف الشرعي، حيث يحرص البعض على أداء السنن والمستحبات بينما يتهاونون في أداء الفرائض أو يتورطون في المحرمات، مشيرًا إلى أن هذا السلوك يُعرف في الشريعة الإسلامية بالتنطع.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي مصر الأسبق، خلال بودكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن بعض الأشخاص يهتمون مثلًا بالسواك والعقيقة والورع في أمور بسيطة، لكنهم في المقابل قد يكونون مغتصبين أو شهود زور أو يتعاملون بالحرام، وهذا تناقض واضح يعكس مشكلة في فهم الدين، مؤكدًا أن هذا من أمراض القلوب التي تحتاج إلى علاج.
وأضاف: "نجد من يحرص على حدود الورع، فيترك 70 بابًا من أبواب الحلال خوفًا من الوقوع في باب واحد من الحرام، ثم يفتح باب الحرام على مصراعيه في أمور أخرى، وهذا نموذج من التدين المغشوش".
وأشار إلى أن هناك من يبرر أفعاله الخاطئة بحسن النية، مثل امرأة ترتكب الفاحشة من أجل الحصول على المال لإطعام الأيتام، متسائلًا: "لعلك لم تزنِ ولم تتصدق؟!"، موضحًا أن الإسلام لا يجيز ارتكاب الحرام بحجة تحقيق غاية نبيلة، فالوسائل تأخذ حكم المقاصد وليس العكس.
وأضاف أن هذه العقلية أدت إلى ظهور نماذج مثل "اللص الظريف" في الروايات الغربية، وهو الشخص الذي يسرق من الأغنياء ليعطي الفقراء، مؤكدًا أن هذا التصرف ليس فيه عدل، ولو تُرك الأمر للعقل وحده دون تكليف إلهي، فقد يرى البعض أن هذه الصورة مقبولة، لكن الشريعة الإسلامية جاءت بضوابط دقيقة ترفض هذه السلوكيات.
وأكد أن التدين الصحيح له شروط، ولا بد من الوعي الكامل بمقاصد الشريعة، مؤكدًا ضرورة تصحيح هذه المفاهيم المغلوطة والعمل على نشر الفهم السليم للدين بعيدًا عن الغلو والتنطع.
https://www.youtube.com/watch?v=XaCa5uOMec8