يونيسيف تدعو لدعم أطفال لبنان والمساهمة في نداء عام 2025 لجمع 658.2 مليون دولار
دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى تقديم دعم عاجل لأطفال لبنان، مشيرةً إلى الحاجة لجمع 658.2 مليون دولار في عام 2025 لتوفير المساعدات المنقذة للحياة لنحو 2.4 مليون شخص في البلاد.
وأكدت المنظمة أن الحرب الأخيرة تركت "ندوبًا جسدية وعاطفية" على الأطفال، إلى جانب تفاقم تأثيرات الأزمات السياسية والاقتصادية المستمرة.
ونقل مركز إعلام الأمم المتحدة عن ممثل اليونيسيف في لبنان، أخيل آير، قوله إن "الحرب ألحقت خسائر فادحة بالأطفال، وأثرت على كل جانب من حياتهم تقريبًا، بما في ذلك صحتهم وتعليمهم ومستقبلهم. إنهم بحاجة إلى دعم عاجل للتعافي وإعادة بناء حياتهم".
وأظهر استطلاع أجرته اليونيسيف في يناير الماضي أن 72% من مقدمي الرعاية لاحظوا علامات القلق والتوتر لدى أطفالهم أثناء الحرب. ومع ذلك، قال 8 من كل 10 إن الصحة العقلية للأطفال تحسنت نسبيًا منذ وقف إطلاق النار، إلا أن أولئك الذين تعرضوا لفترات طويلة من الإجهاد الصادم قد يواجهون تداعيات صحية ونفسية طويلة الأمد.
وكشف التقييم الأممي عن تحديات خطيرة في تغذية الأطفال، لا سيما في المناطق الأكثر تضررًا مثل محافظتي بعلبك الهرمل والبقاع، حيث تعرضت مناطق عدة لغارات جوية إسرائيلية متكررة. ووفقًا للتقرير، يعاني نحو نصف الأطفال دون سن الثانية في هذه المناطق من "فقر غذائي شديد"، حيث يستهلكون أقل من مجموعتين غذائيتين أساسيتين يوميًا.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت البيانات أن ما يقرب من نصف الأطفال في البقاع وأكثر من ثلثهم في بعلبك الهرمل إما لم يأكلوا شيئًا أو تناولوا وجبة واحدة فقط في اليوم السابق لإجراء التقييم.
وزاد الصراع من تعقيد الوضع التعليمي في لبنان، حيث كان أكثر من نصف مليون طفل خارج المدرسة بالفعل بسبب الأزمة الاقتصادية، وإضرابات المعلمين، وتأثير جائحة كوفيد-19. وحتى بعد وقف إطلاق النار، لا يزال 25% من الأطفال غير قادرين على الالتحاق بالمدرسة بسبب العجز المالي لأسرهم.
وأشار التقرير إلى أن 45% من الأسر اضطرت إلى خفض نفقاتها الصحية، و30% خفضت نفقاتها على التعليم لتوفير الضروريات الأساسية. كما تعاني العديد من العائلات من نقص في الاحتياجات الأساسية، مثل مياه الشرب، والأدوية، ووسائل التدفئة لمواجهة فصل الشتاء.
في ظل هذه التحديات، جددت اليونيسيف دعوتها للمجتمع الدولي لدعم أطفال لبنان والمساعدة في تلبية احتياجاتهم العاجلة، لضمان تعافيهم من آثار الحرب والأزمة الاقتصادية، وتأمين مستقبل أفضل لهم.
