حرب الكونغو.. صراع جديد متصاعد يهدد استقرار أفريقيا

تصاعدت حدة الحرب في الكونغو الديمقراطية مع إعلان حركة "23 مارس" (M23) سيطرتها على مدينة جوما، كبرى مدن شرق البلاد وعاصمة إقليم شمال كيفو، ما تسبب في موجة نزوح واسعة النطاق وأثار مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية وتصاعد النزاع إقليميًا.

سيطرة على الأرض وتصعيد في النزاع

بدأت سيطرة حركة M23 على جوما يوم الأحد 26 يناير 2025، بعد مواجهات عنيفة انتهت بإحكام قبضتها على المطار، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين وسط تفاقم الأزمة الإنسانية. امتلأت المستشفيات بالجرحى والقتلى، بينما وجد الناجون أنفسهم عالقين في مناطق الصراع أو فارين بحثًا عن الأمان.

حركة إم 23.. من التمرد إلى السيطرة

تعد "إم 23" حركة متمردة تنشط في شرق الكونغو الديمقراطية منذ عام 2012، ويُعتقد أن لها صلات بحكومة رواندا، وهو ما تنفيه الأخيرة. تأسست الحركة عقب انهيار اتفاق سلام بين الحكومة الكونغولية والمتمردين، وهي منبثقة عن "المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب"، وتزعم الدفاع عن حقوق التوتسي في منطقة كيفو الشمالية. وعلى الرغم من هزيمتها في 2013، وعادت للظهور بقوة في السنوات الأخيرة، وفرضت سيطرتها على مناطق غنية بالمعادن.

اتهامات لرواندا بإذكاء الصراع

تتهم الكونغو الديمقراطية رواندا بدعم M23 عسكريًا لتحقيق مكاسب استراتيجية واقتصادية، خاصة عبر الاستحواذ على الذهب والكولتان المستخدم في صناعة الإلكترونيات. تقرير للأمم المتحدة في ديسمبر 2024 أشار إلى أن الحركة ترسل حوالي 120 طنًا من الكولتان إلى رواندا شهريًا، إلى جانب وسط ارتفاع صادرات الأخيرة من المعادن، وهو ما تنفيه كيغالي.

تحركات أفريقية لاحتواء الأزمة

وسط تزايد القلق من تفجر النزاع إقليميًا، دعا زعماء شرق وجنوب أفريقيا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وعقدوا قمة طارئة في دار السلام، بحضور قادة التكتلات الإقليمية. وبينما ضغطت القمة على الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي للتفاوض مع المتمردين، رفض الأخير الحوار مع M23، معتبرًا أنها أداة لاستغلال ثروات بلاده.

يبقى مستقبل الصراع مفتوحًا على احتمالات عدة، ما بين احتدام المواجهات أو نجاح الجهود الدبلوماسية في وقف نزيف الحرب التي تعصف بوسط أفريقيا.