ندوة بمعرض لاهور الدولي للكتاب تشيد بجهود مجلس حكماء المسلمين في تعزيز صوت الأديان في مواجهة تحدي المناخ
![جناح مجلس حكماء المسلمين](https://www.msr2030.com/img/25/02/08/431954_W.jpg)
![](https://www.msr2030.com/ix/GfX/logo.png)
عقد جناح مجلس حكماء المسلمين، بمعرض لاهور الدولي للكتاب، ندوته الثقافية الثالثة، تحت عنوان "دور القادة الدينيين في حماية البيئة وزيادة الوعي بتغير المناخ"، بمشاركة السيد قمر إقبال، رئيس قسم التَّوطين ودعم البرامج في جمعية باك ميشن سوسايتي (PMS)، والقس أدنان، رئيس كنيسة Crosses and Crown Church Ministries، أدار الندوة الدكتور شان مسيح، المدير الوطني لمؤسسة السلام المناخي.
جمعت الندوة نخبة من القادة الدينيين والباحثين لمناقشة المسؤوليَّة الدينيَّة تجاه القضايا البيئية والمناخية، مؤكِّدين أن التغير المناخي يشكل تحديًا عالميًّا لا يقتصر على دين أو طائفة أو منطقة بعينها، بل هو مسؤولية جماعية تستوجب تضافر الجهود بين القادة الدينيين والمؤسسات التعليميَّة والمجتمعيَّة لتعزيز الوعي والعمل على إيجاد حلول مستدامة.
استهلَّ د. شان مسيح النَّدوة بتأكيد الدور المحوري للقادة الدينيين في تعزيز وعي المجتمعات بقضايا المناخ، مشيرًا إلى أنَّ الديانات المختلفة تشترك في مبادئ تدعو إلى حماية البيئة وتحقيق الاستدامة، مما يعزِّز من أهمية التعاون بين الأديان في مواجهة التحديات البيئية الراهنة، لافتًا إلى ضرورة تعزيز الشراكات بين المؤسسات الدينية والعلمية والبيئية لضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.
وفي هذا السِّياق، قال السيد قمر إقبال، رئيس قسم التَّوطين ودعم البرامج في جمعية باك ميشن سوسايتي (PMS): "يتحمل الجميع مسؤولية مواجهة تغير المناخ، لكن القادة الدينيين لهم دور محوري في توجيه مجتمعاتهم نحو تبني ممارسات أكثر استدامة، كما أن إشراك الشباب والمؤسسات التعليمية والدينية في هذه القضية بات ضرورة ملحة لضمان مستقبل أفضل للجميع"، موجهًا الشكر لمجلس حكماء المسلمين لاستشعاره المسؤوليته تجاه القضايا البيئية والمناخية، وإيمانه العميق بالدور الذي يمكن أن تؤديه الأديان في الحفاظ على البيئة.
من جانبه، أكد القس أدنان، رئيس كنيسة Crosses and Crown Church Ministries، أنَّ "الكون مخلوق لنا، ومن واجبنا الحفاظ عليه"، داعيًا المجتمعات الدينية كافة إلى الاضطلاع بدور أكبر في نشر الوعي البيئي، سواءٌ في الكنائس أم المساجد أم المعابد، مشيدًا بجهود مجلس حكماء المسلمين في تعزيز صوت الأديان في القضايا البيئيَّة، ودوره العالمي في هذا الشأن، الأمر الذي يعكس التزامًا حقيقيًّا بمواجهة تحديات المناخ من منظور ديني وأخلاقي.
وحَظِيَت الندوة باهتمام واسع من زوَّار معرض لاهور الدولي للكتاب؛ حيث شهدت تفاعلًا كبيرًا من الحضور، الذين أبدَوْا إعجابهم بالدور الفاعل لمجلس حكماء المسلمين في تعزيز الحوار بين الأديان حول القضايا البيئيَّة، كما أعرب العديد من المشاركين عن رغبتهم في رؤية المزيد من المبادرات المماثلة، خاصَّة في ظل التحديات المتزايدة التي يفرضها تغير المناخ على المجتمعات حول العالم.
تأتي هذه الندوة في إطار الجهود المستمرة لمجلس حكماء المسلمين لتعزيز دور الأديان في القضايا البيئية والمناخية؛ حيث أطلق المجلس مبادرات عالمية تهدف إلى تسليط الضوء على المسؤولية الدينية تجاه البيئة، من أبرزها: تنظيم جناح الأديان في COP28 و COP29، وتنظيم القمة العالمية لقادة ورموز الأديان من المناخ في أبوظبي عام 2023، وإطلاق وثيقة "نداء الضمير : بيان أبوظبي المشترك لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ"، بالإضافة إلى المشاركة في تنظيم قمة الأديان في باكو عام 2024، التي ركَّزت على تعزيز التعاون الديني في مواجهة التحديات البيئيَّة والإنسانيَّة.
ويواصل جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض لاهور الدولي للكتاب استقباله للزوار حتى 9 فبراير، وذلك في مركز إكسبو لاهور بصالة 1، جناح 1-6، حيث يقدِّم مجموعة متميزة من الكتب والإصدارات الفكرية والمبادرات التي تسهم في نشر ثقافة السلام والتعايش، الأمر الذي يعكس الدور الريادي للمجلس في توحيد الجهود الإسلامية والعمل على تقريب وجهات النظر بين المسلمين بمختلف انتماءاتهم الفكرية والمذهبية.