وثيقة الأخوة الإنسانية أساس التسامح والتعايش .. ندوة بجناح مجلس حكماء بمعرض نيودلهي الدولي للكتاب
تزامنًا مع الاحتفاء باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، والذكرى السادسة لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية الَّتي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، في أبوظبي عام 2019 ، نظَّم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض نيودلهي للكتاب ندوةً تفاعليَّةً بعنوان: “وثيقة الأخوة الإنسانية أساس التسامح والتعايش”، وذلك بمشاركة غوسوامي سوشيل مهاراج جي، المنسق الوطني لـبرلمان الأديان الهندي، والباحث الروحي والناشط في مجال السلام جياني جاسكيرات سينغ، والدكتورة حناء برافين، الأكاديميَّة والناشطة الاجتماعيَّة البارزة.
في بداية الجلسة، أكَّد جياني جاسكيرات سينغ، أنَّ السلام هو حالة ذهنيَّة لا ينبغي أن تتأثر بالظروف الخارجية، داعيًا الأفراد إلى التغلب على الخوف والأنانيَّة والانقسامات، قائلًا: "تكمن الحكمة الحقيقية في الصفاء الداخلي، وليس في الاختلافات الظاهرية. وتعاني الإنسانية عندما نركز على ما يفرقنا بدلًا من القيم المشتركة التي تجمعنا، مشيرًا إلى أنَّ سوء التفاهم، وليس الواقع، هو ما يغذِّي الشعور بالخوف والصراعات، داعيًا إلى ضرورة مكافحة الجهل بالمعرفة والتعليم.
من جانبها، تناولت الدكتورة حناء برافين أهمية الأخوَّة الإنسانيَّة في بناء مجتمع متناغم، قائلةً: "تعني الأخوة الوقوف معًا، ودعم بعضنا البعض، وضمان أن يكون العيش في المجتمع نعمةً لا عبئًا"، مؤكدةً أهمية دور الحوار في حل الخلافات، مشيرةً إلى أنَّ الأنانية تشكل عائقًا رئيسًا أمام تحقيق السلام، إذ إنَّ العديد من النزاعات تنشأ بسبب غياب التواصل والتفاهم. كما أكَّدت الدور المحوريَّ للمؤسسات التعليميَّة في تشكيل الأجيال القادمة، وتعزيز قيم التعددية والتعايش المشترك.
من جانبه، شدَّد غوسوامي سوشيل مهاراج جي على أهمية الحفاظ على التاريخ والتراث الثقافي كوسيلة لتعزيز الوحدة، قائلًا: "يمثِّل العنف باسم الدين خطيئة عالمية، فكل الأديان تدينه، ويجب أن نتحد جميعاً في رفضه."، مشيرا إلى أن التنوع الثقافي في الهند كان دائمًا نموذجًا للاندماج، مؤكدًا مسؤولية القادة الروحيين والمجتمعيين في توجيه الأجيال القادمة نحو حياةٍ أخلاقيَّةٍ قائمةٍ على الاحترام المتبادل. كما دعا إلى تعزيز الحوار والتَّعاون بين الأديان، مشددًا على أنَّ القيم الإنسانيَّة المشتركة تشكل الأساس لبناء مجتمع سلمي.
شَهِدَت الندوة حضورًا واسعًا وتفاعلًا كبيرًا من الجمهور؛ حيث اجتمع الأكاديميون والطلاب والمهنيون لمناقشة قيم الوحدة، والحوار، والتعايش السلمي. كما شَهِدَت الجلسة تفاعلًا عميقًا من الحضور الذين شاركوا بفعالية في نقاشات الأخوة الإنسانية، والتسامح، والتعايش المشترك.
وتؤكِّد مشاركة مجلس حكماء المسلمين للمرة الثالثة على التوالي في معرض نيودلهي الدولي للكتاب ٢٠٢٥ التزامَه بتعزيز التبادل الفكري والثقافي وترسيخ قيم التسامح والسلام والتعايش، ويواصل المجلس من خلال إصداراته المتنوعة، وأعماله المترجمة، وندواته التفاعلية، دورَه في بناء جسور التواصل بين الثقافات، وتأكيد أهمية القيم الإنسانية المشتركة على الساحة العالمية.
يقع جناح مجلس حكماء المسلمين رقم (I-04) في القاعة رقم (4) بمركز بهارات مانداپام للمؤتمرات بالقرب من ميدان براغاتي، في العاصمة الهندية نيودلهي.
