الأزهر للفتوى يوضح حكم تكرار العمرة في السفرة الواحدة واليوم الواحد

أكد مركز الأزهر العالمى للفتوى أن العمرة من العبادات العظيمة التى ترفع الدرجات وتكفر السيئات وتحقق الخير للمسلم، مستشهدا بحديث النبى ﷺ:"العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" [متفق عليه].

وأوضح المركز أن الإحرام بالحج له ميقات مكانى وزمانى محدد لا تصح المناسك إلا فيه، بينما العمرة ليس لها ميقات زمنى محدد، فهى عبادة غير مقيدة بوقت معين، مما يتيح للمسلمين أداءها فى أى وقت من العام.

أشار المركز إلى أن تكرار العمرة فى السفرة الواحدة أو حتى فى اليوم الواحد جائز شرعا، مستندا إلى رأى جمهور العلماء الذين يرون أنه لا مانع من ذلك، حيث قال الإمام ابن قدامة: "ولا بأس أن يعتمر فى السنة مرارا".

كما أورد قول الإمام ابن حجر فى فتح البارى:"فى حديث العمرة إلى العمرة دلالة على استحباب الاستكثار من الاعتمار، خلافا لقول من قال: يكره أن يعتمر فى السنة أكثر من مرة".

واستدل المركز بحديث النبى ﷺ: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإن المتابعة بينهما، تنفى الفقر والذنوب، كما ينفى الكير، خبث الحديد" [أخرجه ابن ماجه].

وأوضح أن جمهور الفقهاء يرون جواز أداء العمرة أكثر من مرة فى اليوم والليلة، مستشهدا بقول الإمام ابن عبد البر:"العمرة ليس لها وقت معلوم أو ممنوع، والجمهور على جواز الاستكثار منها، لأنها عمل بر وخير"، مستدلا بقوله تعالى: {وافعلوا الخير لعلكم تفلحون} [الحج: 77].

أوضح المركز أن من أراد تكرار العمرة فى نفس السفر، فعليه الخروج إلى أدنى الحل خارج الحرم، مثل:

- التنعيم

- عرفات

- الجعرانة

ثم يحرم مجددا بعمرة جديدة، استنادا إلى حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، حيث أمرها النبى ﷺ بالخروج إلى التنعيم والإحرام بعمرة جديدة، وهو ما أكده الإمام النووى فى شرح مسلم.

أكد مركز الأزهر العالمى للفتوى أن تكرار العمرة جائز وفق رأى جمهور العلماء، وهو عمل صالح مستحب ليس له وقت محدد أو عدد معين، مستشهدا بآراء الفقهاء وأدلة القرآن والسنة، مما يتيح للمسلمين فرصة مضاعفة الأجر والثواب متى استطاعوا ذلك.