”أسوشيتيد برس” ترصد احتفالات الفلسطينيين بعودتهم إلى شمال غزة بعد 15 شهرًا من الحرب
رصدت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، احتفالات ضخمة شارك فيها مئات الآلاف من الفلسطينيين العائدين إلى منازلهم في المناطق الأكثر تضررًا شمال قطاع غزة، يأتي هذا بعد فتح إسرائيل المنطقة الشمالية لأول مرة منذ اندلاع الحرب مع حركة حماس، مما شكل تحولًا كبيرًا بعد نزوحهم الذي استمر 15 شهرًا.
وأوضحت الوكالة في تقريرها الميداني أن وقف إطلاق النار الهش يدخل أسبوعه الثاني، مع إعلان حماس لإسرائيل وفاة ثمانية من الرهائن الذين كان من المقرر إطلاق سراحهم ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق.
وشهدت المناطق الشمالية عودة حشود الفلسطينيين، وبينهم نساء وأطفال، وهم يحملون أمتعتهم الأساسية مثل الفُرش وزجاجات المياه، في مشهد يعكس فرحة العودة رغم صعوبة الأوضاع ورفع مقاتلو حماس وعناصر المقاومة إشارات النصر، بينما راقبت الدبابات الإسرائيلية الحشود من مواقع مرتفعة وأفادت الأمم المتحدة أن أكثر من 200 ألف شخص تحركوا شمالًا خلال الساعات الماضية.
العائدون، الذين قضوا شهورًا في خيام مؤقتة أو مدارس مُعاد استخدامها كملاجئ، عبّروا عن أملهم في العودة إلى منازلهم رغم الأضرار البالغة التي لحقت بها.
ياسمين أبوعمشة، وهي أم لثلاثة أطفال، قالت إنها قطعت ستة كيلومترات للوصول إلى منزلها المتضرر جزئيًا، حيث تمكنت أخيرًا من رؤية أختها لأول مرة منذ أكثر من عام. ووصفت الرحلة بأنها "طويلة لكنها مليئة بالسعادة".
إسماعيل أبومطر، وهو أب لأربعة أطفال، وصف الأجواء قائلاً: "الناس كانوا يغنون، يصلون ويبكون، إنها فرحة العودة التي ظننا أنها مستحيلة". وأشار إلى أن العودة تمثل تحديًا لسياسات النزوح القسري.
كما تناول التقرير آثار الحرب التي اعتُبرت الأكثر دموية ودمارًا على الإطلاق بين إسرائيل وحماس، حيث أودت بحياة أكثر من 47 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وأجبرت الحرب نحو 90% من سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، على النزوح وسط ظروف معيشية وصحية صعبة.
يُذكر أن إسرائيل كانت قد أغلقت المناطق الشمالية خلال العمليات العسكرية، مما أجبر حوالي مليون شخص على النزوح إلى الجنوب وتأخر فتح الشمال يومين إضافيين بسبب خلافات حول ترتيب إطلاق سراح الرهائن والسجناء، وسط تقارير عن حوادث إطلاق نار استهدفت تجمعات فلسطينية قرب المنطقة الحدودية.
تُظهر هذه العودة، رغم التحديات، تصميم الفلسطينيين على استعادة حياتهم وأراضيهم في وجه محاولات التهجير المستمرة.
