مهرجان كتارا لآلة العود.. ختام استثنائي في نسخته الرابعة تكريمًا لمحمد القصبجي
أماني أبو عيسى مصر 2030اختتمت فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان كتارا لآلة العود بأمسية فنية ساحرة احتضنها دار الأوبرا، حيث اجتمع عشاق الموسيقى وأساتذة العود من مختلف أنحاء العالم للاحتفاء بالموسيقار محمد القصبجي، الرمز البارز في تطوير الموسيقى الشرقية. جاء هذا التكريم تقديرًا لدوره الكبير في إغناء التراث الموسيقي وإحداث نقلة نوعية في الألحان العربية.
شهد الحفل الختامي حضور نخبة من السفراء والشخصيات البارزة، حيث تم تتويج الفائزين الثلاثة الأوائل بجائزة مواهب المعاهد الموسيقية. حصل مشعل العجيري من الكويت على المركز الأول، بينما جاء سلطان الغافري من عُمان في المركز الثاني، وحل أحمد الحمد من قطر ثالثًا. كما تم تكريم أعضاء لجنة التحكيم والعازفين المشاركين في ليالي المهرجان، الذين أمتعوا الجمهور بمقطوعات موسيقية متنوعة قدمها 20 عازفًا على المسرح، واختُتمت الأمسية بتفاعل كبير مع أداء موشح "جادك الغيث" من المطربين المشاركين.
إلى جانب الحفلات، تميز المهرجان ببرنامج ثقافي غني، حيث أقيمت ندوات موسيقية لامست عمق الإرث الفني. تضمنت ندوة "موسيقى محمد القصبجي: حديث وعزف" التي ألقاها د. مهمت باتماز، تسليط الضوء على تأثر القصبجي بالموسيقى التركية وانفتاحه على الألحان الغربية، مما جعله يسبق عصره بألحان خالدة. كما تناولت الندوة إبداعاته مع كوكب الشرق أم كلثوم ودوره في تطوير المقامات الموسيقية.
أما الندوة الأخيرة بعنوان "كيفية بناء بصمة خاصة للعازف المنفرد (السوليست)"، التي ألقاها نزيه أبو الريش، فركزت على أهمية تطوير العازف شخصيته الموسيقية من خلال الانفتاح على الثقافات المختلفة. وتحدث أبو الريش عن الفرق بين العازف السوليست وعازف المسرح، مشيرًا إلى أن التجارب والخبرات هي مفتاح النجاح. كما أشاد بتأثير القصبجي، الذي فاجأ عصره بتطوير تقنيات العزف، أبرزها استخدامه السبعة أوتار بدلاً من الخمسة، ما جعل منه مدرسة موسيقية متفردة.
بذلك، نجح مهرجان كتارا في تقديم تجربة موسيقية فريدة، جمعت بين الأصالة والابتكار، وعززت من قيمة آلة العود كرمز للهوية الثقافية والموسيقية.