تخرج لكل مستحق.. المفتي يوضح الحكمة الإلهية وراء فرض الزكاة وشروط استحقاقها
خالد الشربينى مصر 2030قال الدكتور نظير محمد عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إن الزكاة شُرعت لتحقيق معاني عظيمة وقيم نبيلة، مشيرًا إلى أن هذه الفريضة تجمع بين العبادة والإنسانية في آنٍ واحد.
وأضاف «عياد» في حواره مع الإعلامي حمدي رزق، خلال برنامج «اسأل المفتي»، المذاع على قناة «صدى البلد»، أن الزكاة تمثل إنفاقًا على "عيال الله"، كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أمر يعكس الرحمة والتكافل بين أفراد المجتمع.
أوضح المفتي، أن النفس الإنسانية جُبلت على حب المال، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا"، مشيرًا إلى أن الزكاة تأتي لتطهر النفس من الأنانية وحب الذات، وتُبعد الفقير عن مشاعر الحقد والحسد.
وأوضح المفتي أن هذه الفريضة تسهم في بناء علاقة متبادلة بين الغني والفقير، حيث يدعو الفقير للغني بالبركة في المال والعمر والعمل، مما يرسخ قيم المحبة والمودة، كما أن الزكاة تمثل نوعًا من التكافل الاجتماعي، كما أوضح النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا".
وأكد مفتي الجمهورية، أن هذه العبادة تُظهر التعاون بين الغني والفقير، الكبير والصغير، مما يعزز التماسك المجتمعي.
وحدد المفتي شروط الزكاة، تتمثل في بلوغ النصاب ومرور الحول، ولكن هناك حالات تستدعي النفقة والصدقة حتى لو لم تتحقق شروط الزكاة، مشددا على أهمية الصدقة، التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم إنها "تطفئ نار الرب"، وتزيل الخطايا، وتخلق الحب والمودة بين الناس.
وأوضح عياد أن الزكاة يمكن إخراجها للأقارب الذين لا يقع الإنفاق عليهم ضمن الواجب الشرعي، كأبناء العم والخال، شريطة ألا يكونوا ممن يجب على المزكي الإنفاق عليهم، وهي تجوز لكل مستحق.
وحذر المفتي من خطورة عدم إخراج الزكاة وكنز المال، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ."
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الزكاة ليست مجرد عبادة مالية، بل هي وسيلة لتطهير النفس، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وحماية الإنسان من الانغماس في حب المال، مما يعزز القيم الإنسانية ويضمن التوازن المجتمعي. https://www.youtube.com/watch?v=W0DH-Cx_aMg