إطلالة على الحركة الأدبية في عمان في العدد الجديد من مصر المحروسة
خالد الشربينى مصر 2030صدر العدد الأسبوعي الجديد من المجلة الثقافية الإلكترونية "مصر المحروسة"، المعنية بالآداب والفنون، وتصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.
في مقال رئيس التحرير تكتب د. هويدا صالح، عن كتاب "إشكالية الدين والسياسة في فلسفة ابن رشد"، للكاتب اللبناني فرح أنطون، والذي يناقش خلاله فلسفة ابن رشد من حيث مصادرها، بنيتها، ومجال تأثيرها الذي امتد ليشمل الشرق والغرب، وكان سببا في النهضة الأوروبية الحديثة.
كما يتناول المقال تفاصيل الكتاب الذي يطرح خلاله الكاتب فكر ابن رشد، ويؤكد على تعزيز مكانة العلم والفلسفة، وضرورة الفصل بين الدين والسياسة لضمان استعادة مكانتهما المرموقة مقارنة بالدين.
وفي باب "ملفات وقضايا" يواصل الدكتور حسن العاصي كتاباته عن "تحديات الهجرة والتكامل.. هل فشلت أوروبا في دمج المسلمين؟"، ويناقش هذا الأسبوع، تصاعد اعتقاد الأوروبيين بأن الإسلام الذي ازدهر بعد الحرب العالمية الثانية، يمثل تهديدا يجب التصدي له، مما يدفعهم لمواجهة ما يُسمى "أوروبا العربية"، وفي المقابل، يرى بعض زعماء المسلمين أن الحكومات الأوروبية تتسم بالقمع وعدم التسامح مع التنوع.
ورغم تباين هذه الروايات، يشير الكاتب إلى أنها لا تعكس الواقع بشكل كافٍ، متجاهلة التحولات الفعلية التي تحدث على الأرض.
وفي الباب نفسه، يقدم مصطفى عمار تحقيقا بعنوان "الحركة الأدبية في عمان"، يوضح خلاله تفاصيل كتابة الرواية والشعر العماني، مسلطا الضوء على تاريخ تطور الحركة الأدبية، والخصائص الفنية في الأدب العماني الذي يعتبر جزءا مهما من تاريخ الدولة، ولا يتجزأ عن هويتها الثقافية، ويعكس التطورات الاجتماعية والثقافية التي مرت بها عمان على مر العصور.
ويضم عدد المجلة الصادرة بإشراف الإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية برئاسة د. إسلام زكي، عدة أبواب أخرى منها باب "آثار"، وفيه يكتب الدكتور حسين عبد البصير عن "فن النحت البطلمي"، ويتناول خلال المقال أبرز إنجازات تلك الحقبة التي ظهر بها أسلوب فني مبتكر يجمع بين الواقعية اليونانية والرمزية المصرية.
كما يقدم خلاله رؤية واضحة حول دور هذا الفن في توثيق التفاعل الثقافي بين مصر واليونان، خاصة مع الاكتشافات الأثرية المستمرة، كرأس التمثال المكتشف مؤخرا بالإسكندرية.
وفي باب "كتاب مصر المحروسة"، يواصل أسامة الزغبي سرد أحداث تاريخ الحرب الأهلية الإسبانية، التي لا يزال أثرها ماثلا في العقل الجمعي الإسباني، مع مناقشة أسباب تلك الحرب المريرة والديكتاتورية التي نجمت عنها، لفهم التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها الشعب الإسباني في الوقت الحالي.
وفي باب "بوابات الوطن" تقدم هبة معوض قراءة في كتاب "أيام سليم الأول في مصر.. جذور الإرهاب" للكاتب الصحفي حلمي النمنم، الذي يتناول خلاله فترة وجود سليم الأول في مصر، مسلطا الضوء على أعمال النهب والسلب والاستيلاء التي وقعت خلالها، بالإضافة إلى الجرائم التي طالت أهلها من علماء ورجال دين ونساء وأطفال.
كما يوضح الكاتب الفرق بين الفتح والاحتلال، مؤكدا أن ما فعله سليم الأول لا يمكن اعتباره فتحا، لأن مصر كانت بالفعل دولة إسلامية، ولا يُعقل أن تحتل دولة أخرى أراضيها دون رضا شعبها وبأساليب وحشية تحت مسمى الفتح.