أستاذ بتربية الأزهر: نظام البكالوريا المصرية يخلق خريج يواكب سوق العمل الدولي
محمود عبد الرحمن مصر 2030قال الدكتور عصام عبد القادر، أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية للبنين جامعة الأزهر، إن نظام البكالوريا يتلافى سلبيات النظام الحالي للتعليم الثانوي؛ حيث يقدم مناهج تعليمية متكاملة تقوم أنشطتها التعليمية على فلسفة البحث والاستقصاء وتنمية المهارات النوعية وصقل الجانب الوجداني لدى المتعلم بمستويات المختلفة؛ كي يصبح قادرًا على صناعة واتخاذ قراره المستقبلي الخاص بالمرحلة التالية بعد شهادة البكالوريا، وهنا نتلخص من شبح التحصيل في مستوياته الدنيا؛ لنرتقي بمستويات التعلم ونركز على مهارات التفكير العليا.
وأكد "عبد القادر" خلال تصريحات صحفية، أن نظام البكالوريا المصرية يسمح للطالب بأن يختار من المقررات الدراسية ما يتناسب مع أسلوب تفكيره عبر تحديده للمواد التخصصية بالصفين الثاني والثالث بمرحلة البكالوريا وهو مطمئن، لا ينتابه الشك أو التضليل، بل يختار وفق مهاراته وشغفه وحب الاستطلاع لديه وميوله العلمية؛ ومن ثم نضمن تفوقه وتقدمه التعليمي بصورة كبيرة.
وبعث الدكتور عصام عبد القادر برسالة طمأنة لأولياء الأمور قال فيها: إن نظام البكالوريا المصري يعظم من فرصة التحاق المتعلم بالمرحلة التالية دون قلقٍ أو عناءٍ كبير من قبل الطالب أو معاناة أسرية، ودون ضغوطاتٍ مريرة؛ فلن يكون هناك زخمٌ حيال مجموع يؤهل الطالب لمقعده بكلية ما؛ فقد بات الأمر مرهونًا بمستوى حقيقي له يجعله في المكان المناسب لمستواه المهني والأكاديمي، وهذا ما يتسق مع نظم التعليم الدولية المتقدمة.
وأردف "عبد القادر" بقوله: أتوقع في تصميم المناهج الدراسية وما تتضمنه من أهداف ومحتوى وأنشطة بأنواعها واستراتيجيات تدريسية وتقنيات مساعدة وأساليب تقويم مبتكرة أن تشتمل الخبرات التعليمية على ما يلبي احتياجات المتعلمين التعليمية والنفسية والمستقبلية؛ حيث تمهيد الطريق نحو الإبداع في ثيابه التنظيري والابتكار في إطاره العملي الوظيفي، وهنا نصف الخبرات بأنها متكاملة في مكونها ومكنونها؛ إذ تحقق أهدافًا طال انتظارها في مخرجات التعليم المصري.
وصرح "عبد القادر" بأن اعتمادنا الرئيس على تقويم الجانب المعرفي في مستويات محددة أمر يعتريه نقصان، وأرى أن هذا الأمر لا يتناسب مع نظام البكالوريا، ومن ثم ينبغي أن ننظر إلى التقويم البديل متعدد الأدوات؛ لنستطيع من خلاله الحكم على واقع الخبرة لدى الطالب، ومن ثم نحدد له ما يصلح أن يقوم به من مهام في المستقبل، والرؤى الطموحة في تنمية ملكاته التي قد يتفرد بها؛ ليصل لمرحلة الابتكار.
وأختتم الدكتور عصام عبد القادر، أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية للبنين جامعة الأزهر، بقوله: نطمح من خلال هذا النظام أن نقيس وظيفية المعرفة، ونعمل على الحد من مستويات التذكر لها؛ فأرى كمتخصص في هذا الشأن أن الأمر مرهونٌ ببقاء أثر التعلم الذي يضيف إلى مربع الخبرات المربية، ويصقل مهارات ووجدانيات المتعلم بصورةٍ تراكميةٍ، فما أشد حاجتنا لخلق مواطنٍ صالحٍ يمتلك مهارات القرن الحادي والعشرين وهو ما يتأتى إذا ما خططنا لذلك بعنايةٍ عبر مناهجنا التعليمية في هذا النظام، ومن ثم نضمن نجاحه المبهر الذي نرى أثره وثمرته اليانعة في مراحل التعليم المتقدمة أو التالية.