حكم قراءة القرآن من المصحف بدون وضوء.. الإفتاء تجيب
يثار سؤال شائع في الأجواء الشتوية الباردة حول جواز قراءة القرآن من المصحف بدون وضوء، خاصة في أوقات مثل الفجر، حيث تزداد فضيلة تلاوة القرآن، لا سيما في الأشهر المباركة مثل شهر رجب، أحد الأشهر الحرم.
هل يجوز قراءة القرآن من المصحف بدون وضوء؟
أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن قراءة القرآن من المصحف بدون وضوء لها تفصيلات، إذا كان القارئ يقرأ من الذاكرة، فلا يشترط الوضوء، ولكن بالنسبة لمس المصحف، فالأمر يختلف.
وأوضحت دار الإفتاء المصرية أن جمهور العلماء يرى حرمة مس المصحف لغير المتوضئ، استنادًا إلى حديث: «أَنْ لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ» (رواه مالك في الموطأ)، وتفسيرهم لقوله تعالى: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ (الواقعة: 79) بأن الطهارة هنا تعني الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر.
في المقابل، ذهب بعض العلماء إلى أن الطهارة في الآية تخص اللوح المحفوظ والمطهرين هم الملائكة، لذا، أجاز هؤلاء العلماء مس المصحف بدون وضوء عند الحاجة أو للضرورة.
حكم لمس المصحف
أشارت الإفتاء إلى أن الخروج من الخلاف مستحب، لذلك الأفضل أن يكون الإنسان على طهارة عند مس المصحف.
ومع ذلك، إذا تسبب الحرص على الوضوء في وقوع مشقة أو هجران المصحف، فيمكن الأخذ برأي العلماء الذين أجازوا مس المصحف دون وضوء، استنادًا إلى القاعدة الفقهية: "الأمر إذا ضاق اتسع".
حكم قراءة القرآن دون مس المصحف
أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى، أن قراءة القرآن بدون وضوء ودون مس المصحف جائزة بالإجماع، بشرط أن يكون الإنسان طاهرًا (ليس على جنابة)، وبالنسبة للنساء، خارج فترة الحيض.
وأشار إلى أن جمهور الفقهاء يشترط الوضوء لمس المصحف، لكن بعض الفقهاء مثل ابن حزم أجازوا مسه دون وضوء، خاصة في حالات الضرورة مثل المرض أو كبار السن، أو للمتعلمين كطلاب الأزهر، مع التأكيد أن الوضوء عند القدرة أولى وأفضل.
