المفتي: غياب المقاصد الشرعية ينشر ظواهر الإباحية وإنكار الدين والشذوذ
خالد الشربينى مصر 2030أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، على الأهداف الجليلة التي تحققها هذه المقاصد الشرعية، مشيرًا إلى أن بعضها يعود بالنفع على الفرد، بينما يعود البعض الآخر بالنفع على المجتمع بأسره.
وأوضح الدكتور نظير عياد، خلال حوار مع الدكتور عاصم عبد القادر، برنامج "مع المفتي"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن الهدف الأكبر للمقاصد الشرعية هو الحفاظ على التوازن في العالم، ودورها الكبير في تحقيق الأمن الفكري والأمن المجتمعي.
وأشار إلى أن اختلال التوازن الكوني وغياب المقاصد الشرعية عن حياة الناس يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات شاذة وأفعال غريبة، ويزيد من الفوضى الفكرية والمجتمعية، وتوقف عند المقصد الديني، مشيرًا إلى أن غيابه في حياة الأفراد يمكن أن يؤدي إلى تغييرات خطيرة في المجتمع، حيث إن الدين يمثل النموذج والسياج الذي يقي المجتمع من الانحرافات والفتن.
وأكد أن الدين يشكل رأس الفضائل، وإذا غاب، فإن باقي المقاصد الضرورية مثل حفظ النفس، حفظ النسل، حفظ العقل، وحفظ المال تصبح مهددة.
وأوضح مفتي الديار المصرية أن المقصد الديني يمثل الأساس الذي يثمر المقاصد الأخرى، مؤكداً أن الشريعة الإسلامية شرعت أحكامًا ونواهي تهدف إلى حفظ الحياة وعدم الإخلال بتوازن العالم، موضحا: "الدين هو الذي يحقق السعادة للإنسان ويصل به إلى مراده، وهذا الهدف الكبير هو الحفاظ على العالم وعدم تدميره أو هدمه".
وأضاف أن المقاصد الشرعية تساهم أيضًا في حفظ فطرة الإنسان ونقاء النية، مشيرًا إلى أن غياب هذه المقاصد قد يؤدي إلى ظهور أفكار مغلوطة وسلوكيات شاذة، مثل الدعوة إلى الإباحية أو الشذوذ الجنسي أو رفض المعتقدات أو إنكار الدين.
وأوضح أن هذه الظواهر ليست سوى نتيجة لعدم الالتزام بالمقاصد الشرعية، وأن القراءة المتأنية والفهم الصحيح لهذه المقاصد يمكن أن يسهم في إعادة التوازن وحماية الفطرة.
كما أشار مفتي الديار المصرية إلى أن الشريعة الإسلامية قد شرعت هذه المقاصد من أجل حفظ العالم والحفاظ على النظام الكوني، موضحا: "عندما نتأمل في قول الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: "وَإِنَّ هَذَا صَرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ"، نُدرك أن المقاصد الشرعية تهدف إلى تحقيق العدل والاستقامة في الحياة البشرية.
وشدد على أن الحديث عن المقاصد الشرعية لا يقتصر فقط على أهدافها العامة بل يمتد إلى تقليل الفجوة بين المذاهب الفقهية والعلمية المختلفة، موضحا أن اختلاف الآراء بين العلماء ليس محل إنكار، بل أن الاختيار بين هذه الآراء لا ينبغي أن يُعتبر نقطة خلافية ما دام ذلك يخدم مقاصد الشريعة العليا.
وأكد أن الشريعة الإسلامية، بمقاصدها وأهدافها العظيمة، هي طريق لتحقيق الاستقرار الفكري والمجتمعي، وهي الحصن الذي يمكن أن يحفظ التوازن في الحياة الإنسانية، ويحمي المجتمع من الفوضى الفكرية والاختلالات السلوكية.
"قناة الناس" قناة دينية اجتماعية، إحدى قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تُعنى بكل ما يهم الناس من أمور دينهم ودنياهم، وترسخ الوعى الدينى الصحيح والقيم والأخلاق بمنهج وسطى رشيد.
وتهدف القناة إلى تحقيق الريادة الإعلامية الدينية، كآلية من آليات الحفاظ على مرجعية مصر فى الفكر الديني المعتدل، من خلال نشر الوعى الديني الرشيد وترسيخه في كل ما يتعلق بالمجتمع من أمور دينه ودنياه، والحفاظ على الهوية وتعزيز الانتماء الوطني.
https://www.youtube.com/watch?v=L-mpe43189M