«الأحايوه».. أول نفق تاريخي شق الجبال لعبور مياه النيل


يعتبر نفق «الأحايوة» التاريخي بسوهاج ، رمز مميز مصر القديمة، فكما عرفنا مصر على أنها بلد الحضارة والعلم، فهي أيضاً البلد التي أخرجت الطبيب والعالم والفنان والمهندس، ذلك المهندس الذي شق الجبال والصخور من أجل الوصول لنهر النيل والتحكم فيه ومعرفة مناسيبه ومقياسه.
وتستعرض "بوابة مصر2030" تاريخ نفق "الأحايوه"، وكيف شق المهندس المصري الجبال.
يقع النفق بين قرية الأحايوة التابعة لمركز أخميم وقرية أولاد الشيخ التابعة لمركز دار السلام ،وتم تنفيذه عام 1928 من قبل وزارة الإشغال.
-سبب إنشاء النفق
يرجع إنشاء النفق لإنخفاض فيضان نهر النيل عام 1913 الذي سبب أزمة حقيقية في الصعيد وخاصة في سوهاج وأسيوط، حيث أدى إلي تبوير وإتلاف مقدار 26 ألف و800 فدان وخسارة مالية تقدر بـ3 ملايين جنيه، فيما أنقذت قناطر إسنا جنوب الصعيد.
-أهمية النفق
يعد النفق من أهم المشروعات التى قامت بها الوزارة ، وكان الغرض من إنشاء قناطر نجع حمادى هو رى مساحات كبيرة من أراضى الوجه القبلى التى كانت محرومة من وسائل الرى المنتظمة على أن إنشاء القناطر وحدها لم يكن كافيا لذلك قررت وزارة الأشغال حفر ترعتين تستمدان الماء من هذه القناطر أحدهما تمتد غرب النيل وهى الترعة الفؤادية و الأخرى تمتد شرق النيل الترعة الفاروقية .
**صعوبات أثناء الحفر
عند حفر الترعة الفاروقية واجه العاملون صعوبات كثيرة إذ اعترضهم طبقة من الصخر طولها حوالى ثلاثة كيلو مترات و ما كادوا يتغلبون على المشكلة حتى اعترضهم جبل الاحايوة شرق و كان اعتراض الجبل لطريق الترعة يحول دون الانتفاع بها نهائيا ،حيث أن الأراضى المراد زراعتها تقع خلف هذا الجبل .
كانت هناك عدة آراء للتغلب على هذه المشكلة إلى أن استقر الرأى على أن يحفر فى الجبل نفقا يكون منفذا بين طرفى الترعة الفاروقية .
-إنساب العمل لشركة ألمانية
عهد العمل إلى شركة ألمانية و بدأت بحفر الجزء المكشوف بجانبى الجبل إلى منسوب القاع ثم شرعت بنقر فتحتين فى الجبل من الجهتين و استمر النقر فى كلتا الجهتين إلى أن التقت الفتحتان ثم أجريت عملية توسيع الفتحتان إلى أن بلغ طول السطح النهائى للنفق 75 مترا .
وتقول بعض المصادر أن النفق يعد من أحد الأنفاق النادرة التى حفرت يدويًا دون الإعتماد على الالات الحديثة، وهو ما يجعله نفقًا مميزًا ليس له مثيل، كما تشير المصادر بأن هناك محاولات لتسجيله كأول نفق أثري ضمن الآثار الإسلامية .
وأكد عددًا كبيرًا من الخبراء أن هذا النفق يوجد تحت إحدى القلاع التى كانت تخضع للشيخ “همام” والذى بسط نفوذه فى تلك المنطقة بمحافظة سوهاج.
يذكرأن النفق تم إنشائه فى عهد الملك فؤاد الأول ابن الخديوى إسماعيل، وقام الملك فؤاد بوضع حجر الأساس له عند افتتاحه القناطر نجع حمادى والتى تبعد عن النفق مسافة 30 كم.