باحث مصري يكتشف علاج جذري لمرضى ضغط الدم


يعد علماء مصر في الخارج هم القوى الناعمة، فمن خلالهم لحقت مصر بركب التقدم العلمي، في مجالات عدة، ومن المعلوم للجميع أن هناك العديد من الأمراض اعتلت عرش الطلب على الدواء عالميًا، وباتت بمثابة أمراض متوطنة في معظم البيوت على مستوى العالم، ومن بينها بالطبع مرض ضغط الدم، حتى أن الحديث إيجاد حل لها يعتبر بمثابة حلم بعيد المنال وطوق نجاة لمئات الملايين حول العالم.
والدكتور طارق عبد العزيز من هذه الطيور المهاجرة، فهو باحث مصري بجامعة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، بدأ طريق البحث العلمي عقب تخرجه بكلية العلوم جامعة المنيا عام 2006، بعدها حصل على الماجيستير عام 2011 في العلوم البيولوجية، ثم سافر إلى فرنسا ليحصل على درجة الدكتوراة عام 2016 في علوم الأعصاب، لينتقل إلى جامعة كيوتو باليابان كباحث ما بعد الدكتوراة لدراسة أهمية نوع معين من القنوات العصبية في بعض الحالات المرضية، وفي عام 2019 انتقل إلى جامعة تكساس الأمريكية.
قال الدكتور طارق عبد العزيز، حصلت على مشروع بحثي مميز، خاص بنوعية من القنوات العصبية، وهي "قناة الصوديوم الظاهرية" بالكلى، وتكمن أهميتها في مساعدة الجسم للتخلص من الأملاح الزائدة بالجسم، وهذه القناة هي المتحكمة في نسبة الأملاح بالجسم، ففي بعض الأوقات يحدث خلل في القناة، الأمر الذي يؤدي إلى تخزين الأملاح، وهي ضمن عوامل ارتفاع ضغط الدم بالجسم.
وتابع، كان الهدف من هذا المشروع البحثي، هو فهم ميكانيكية العلاقة بين قناة الصوديوم الظاهرية وارتفاع ضغط الدم بالجسم، وعن طريق فهم هذه العلاقة سيتم الحصول على علاج للمرض، فالمتاح حاليا الأدوية المتحكمة في ارتفاع ضغط الدم، ولكن هدفنا هو القضاء على المرض تماما ورجوع الشخص إلى حالته الصحية التي كان عليها من قبل.
وأكد عبد العزيز، لقد توصلنا إلى بروتين وجوده مهم جدا، حيث يتحكم في عمل قناة الصوديوم الظاهرية بالكبد لتنشيطها، ومادامت القناة نشطة يتم تخلص الجسم من الأملاح الزائدة عنه، موضحا وكان فريقنا البحثي أول من يتوصل إلى هذا البروتين في العالم، ونتيجة ذلك أنه تم تسجيله باسم مجموعتي البحثية، وحصولي على جائزة التميز العلمي من الجامعة الأمريكية لعلم وظائف الأعضاء، خلال اجتماعها السنوي في إبريل الماضي، وبذلك كنت ضمن الباحثين المميزين عام 2021 بالإضافة الى 4 باحثين آخرين، الأمر الذي عرفت من خلاله أنني أسير في الطريق الصحيح، ودفعني إلى الأمام مجددًا.
واستطرد قائلًا، بعدها مباشرة في مايو الماضي حصلت على جائزة أفضل باحث ما بعد الدكتوراة في جامعة تكساس بمدينة سان أنتونيو، وهي بالنسبة لي خطوة مميزة في سيرتي الذاتية، وذلك فضل الله علي لحصولي على جائزتين في شهريين متتاليين، وإن دل فيدل على، أن الباحث المصري بإمكانه التميز في وجود إمكانيات وبيئة عمل متاحة له دون قيود، لإظهار إمكانياته العقلية للوصول إلى شيء مميز عن أقرانه، مشيرًا إلى أن مسار البحث العلمي طويل ليس له نهاية، وخطوات وتحديات كبيرة أمام الباحثين، متمنيًا للباحثين المصريين أن يكون لهم بصمة في مجال البحث العلمي، فهذه الإنجازات ليست النهاية للبحث عن علاج لمرض ضغط الدم، وهناك خطوات ومراحل أخرى بصدد التعامل معها، لاكتشاف علاجه وللقضاء عليه.