نبذة سريعة عن بشار الاسد من توليه الحكم حتى سقوطه
الرئيس بشار الأسد هو رئيس الجمهورية العربية السورية، تولى الحكم في 17 يوليو 2000 خلفًا لوالده حافظ الأسد، بعد تعديل الدستور السوري لخفض السن القانونية لتولي الرئاسة. ينتمي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، وهو الحزب الحاكم في سوريا منذ انقلاب عام 1963، في هذا المقال سنتعرف على نظام بشار الأسد.
توليه الحكم
بعد وفاة حافظ الأسد في يونيو 2000، ورث بشار السلطة في مرحلة كانت تتسم بتحديات اقتصادية وسياسية. بدأ فترة حكمه الأولى بخطاب يعِد بإصلاحات سياسية واقتصادية، فيما أطلق عليه البعض "ربيع دمشق"، حيث شهدت البلاد انفتاحًا محدودًا على مستوى الحريات العامة. لكن سرعان ما تم قمع هذه التوجهات، واستعاد النظام سيطرته التقليدية على المشهد السياسي.
فترة ما قبل الأزمة
خلال العقد الأول من حكمه، ركز بشار الأسد على تعزيز سيطرة الدولة على المؤسسات الأمنية والعسكرية، مع محاولات لإصلاح الاقتصاد من خلال فتح المجال للاستثمارات و الخصخصة الجزئية. ومع ذلك، اتهم نظامه بالفساد، وسوء الإدارة، وغياب الحريات السياسية.
سقوط الأسد
في 8 ديسمبر 2024، شهدت سوريا تحولًا دراماتيكيًا مع سقوط نظام بشار الأسد، الذي حكم البلاد منذ عام 2000 خلفًا لوالده حافظ الأسد. جاء هذا الحدث بعد هجوم عسكري كبير شنته قوات المعارضة، التي كانت تعمل تحت مظلة التحالف المسمى بـ"غرفة العمليات الجنوبية"، والذي شمل هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى، بما فيها الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا.
الأحداث التي أدت إلى السقوط
شهد العام 2024 تصاعدًا ملحوظًا في العمليات العسكرية ضد نظام الأسد. تمكنت قوات المعارضة من تحقيق اختراقات استراتيجية في الجنوب والشمال، بالتزامن مع تراجع معنويات الجيش السوري نتيجة الانقسامات الداخلية وغياب الدعم الكافي من الحلفاء التقليديين للنظام.
عندما وصلت قوات المعارضة إلى أبواب دمشق، أطلقت حملة مكثفة على العاصمة، ما أسفر عن انهيار الدفاعات الحكومية. أدت هذه التحركات السريعة والمنسقة إلى استيلاء المعارضة على مواقع حيوية داخل دمشق، بما في ذلك المقرات الأمنية الرئيسية والقصر الجمهوري.
فرار الأسد إلى روسيا
مع اقتراب المعارضة من السيطرة الكاملة على العاصمة، وردت تقارير تفيد بأن بشار الأسد غادر دمشق سرًا على متن طائرة متجهة إلى روسيا. أكدت وزارة الخارجية الروسية لاحقًا أن الأسد طلب اللجوء السياسي، حيث انضم إلى عائلته التي كانت قد غادرت سوريا قبل أسابيع.
إعلان النصر
بعد رحيل الأسد، أعلنت المعارضة السورية انتصارها عبر التلفزيون الرسمي الذي وقع تحت سيطرتها. وشددت قيادات المعارضة على أن هذه اللحظة تمثل بداية حقبة جديدة لسوريا، بعيدًا عن الحكم الشمولي الذي استمر لأكثر من نصف قرن.
أسباب السقوط
-
الأزمات الاقتصادية: شهدت السنوات الأخيرة من حكم الأسد انهيارًا اقتصاديًا شاملًا، مع ارتفاع التضخم ونقص المواد الأساسية، مما أدى إلى موجات متتالية من الاحتجاجات الشعبية.
-
تآكل الدعم الدولي: أدى الضغط الدولي وتراجع دعم روسيا وإيران لنظام الأسد إلى إضعاف قدرته على مواجهة المعارضة.
-
توحيد المعارضة: تمكنت الفصائل المتمردة، التي كانت في الماضي متفرقة، من توحيد صفوفها وشن هجوم منسق على النظام.
-
التآكل الداخلي للنظام: شهدت السنوات الأخيرة انشقاقات واسعة في صفوف الجيش والمخابرات، ما جعل النظام هشًا وغير قادر على الصمود أمام الضغط المتزايد.
ما بعد الأسد
بعد سقوط النظام، بدأت المعارضة في إدارة شؤون البلاد من خلال تشكيل مجلس انتقالي يتألف من مختلف الفصائل والقوى السياسية. تم الإعلان عن خطط لعقد مؤتمر وطني شامل لإعادة بناء الدولة السورية، بما يضمن تمثيل جميع مكونات المجتمع السوري.
خاتمة
يمثل سقوط بشار الأسد نهاية حقبة تاريخية في سوريا، حيث طُويت صفحة استمرت لعقود من الحكم الشمولي. على الرغم من التحديات الهائلة التي تواجه البلاد في مرحلة ما بعد الأسد، يرى الكثيرون أن هذه اللحظة فرصة لإعادة بناء سوريا على أسس الحرية والديمقراطية والتعددية.
