في ذكرى وفاته.. محطات من حياة شيخ الأزهر السابق صاحب بشارة النصر في حرب أكتوبر
تحل اليوم الذكرى السنوية لوفاة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق وصاحب بشارة النصر في حرب أكتوبر 1973، حيث رأى في منامه بشرى العبور والنصر التي تحققت في الواقع.
وفيما يلي تستعرض بوابة مصر 2030 أبرز محطات حياة هذا العالم الجليل.
ولد عبد الحليم محمود في قرية أبو الحمد التابعة لمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية في 12 مايو 1910، ونشأ في أسرة معروفة بالصلاح والتقوى.
التحق بالأزهر وحصل على الشهادة العالمية عام 1932، ثم سافر إلى باريس لاستكمال دراسته وحصل على درجة الدكتوراه في التصوف الإسلامي عام 1940 عن دراسته حول "الحارث المحاسبي".
عقب عودته إلى مصر، عمل مدرسًا لعلم النفس بكلية اللغة العربية، وتدرج في المناصب حتى أصبح عميدًا للكلية عام 1964.
شغل عدة مناصب هامة، منها عضوية مجمع البحوث الإسلامية وأمانته العامة، ثم وكيلاً للأزهر، وصولاً إلى تولي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر عام 1970.
أبرز المؤلفات
ترك الدكتور عبد الحليم محمود أكثر من 60 مؤلفًا في مجالات التصوف والفلسفة، بعضها باللغة الفرنسية.
من بين أشهر أعماله: أوروبا والإسلام، التوحيد الخالص، أسرار العبادات في الإسلام، والمدرسة الشاذلية الحديثة.
ولم يكن عبد الحليم محمود مجرد شيخ للأزهر يحمل لقبًا أو منصبًا، بل كان رجلًا مجاهدًا بقلمه وفكره، محبًا لخدمة الإسلام والمسلمين.
وتنقل بين البلدان لنشر الدعوة الإسلامية، حيث حظي باستقبال حافل في دول مثل الهند وباكستان وماليزيا والمغرب.
كان الناس يرونه كرمز للإيمان الصادق، واستقبله البعض كما يُستقبل الملوك والرؤساء.
حرب أكتوبر
يعتبر الإمام عبد الحليم محمود صاحب بشارة النصر في حرب أكتوبر 1973، إذ رأى في منامه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يعبر قناة السويس.
وبعد أن نقل رؤياه إلى القيادة المصرية، كانت هذه الرؤية محفزًا كبيرًا للجنود والقادة، لتتحقق البشارة وتُكتب صفحة جديدة من أمجاد الأمة.
الفكر الصوفي
اشتهر عبد الحليم محمود بلقب "أبو العارفين"، وهو من أعلام الفكر الإسلامي والتصوف في العصر الحديث.
التصوف بالنسبة له لم يكن مجرد قراءة أو دراسة بل كان نهجًا عمليًا قائمًا على الإخلاص والصفاء والالتزام بتعاليم الإسلام.
يقول عن التصوف: "إنه صفاء ملائكي، يتطلب سلوك طريق من الإيمان والصفا والتقرب إلى الله".
ويرى أن الصوفي الحقيقي هو من يلتزم بتعاليم الإسلام قولًا وفعلًا.
في مسيرته إلى عالم التصوف، اختار عبد الحليم محمود إعداد رسالة الدكتوراه عن "الحارث المحاسبي"، وهو ما فتح له أبواب الطمأنينة الروحية واليقين، ليصبح فيما بعد من أبرز الداعين إلى الفكر الصوفي كمنهج حياة.
ختام رحلته الفكرية
اختتم الإمام عبد الحليم محمود مسيرته الفكرية بتأليف كتاب التوحيد الخالص، الذي اعتبره خلاصة تجربته في الحياة الفكرية، وكان أحد أهم مؤلفاته التي عبرت عن فهمه العميق للدين وحبه للتصوف.
في ذكرى وفاة هذا العالم الجليل، نستذكر جهوده الجبارة في خدمة الإسلام وفكره العميق الذي ترك بصمة لا تُنسى في الأزهر الشريف وفي قلوب محبيه ومتابعيه حول العالم.
