الأعلى للثقافة يحيي ذكرى نصر أكتوبر خلال ندوة توقيع كتاب التفاصيل الغائبة
خالد الشربينى مصر 2030تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور أسامة طلعت، وفى إطار الاحتفاء بالذكرى الحادية والخمسين لنصر أكتوبر المجيد، أقام المجلس الأعلى للثقافة ندوة عرض وتوقيع كتاب: (التفاصيل الغائبة ترويها ذاكرة الأبطال الحاضرة - أكتوبر 1973م)، الدكتور جمال شقرة؛ أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب بجامعة عين شمس، وشاركت فى الفاعلية مُعدتا الكتاب: الدكتورة قدرية سعيد، والكاتبة الصحفية مروة عصام الدين، والجدير بالذكر أن الدكتور جمال شقرة هو من كتب تصدير هذا الكتاب، وصمم غلافه الفنان عبد العزيز السماحى. كما شهدت الفاعلية حضور كوكبة من أبطال نصر أكتوبر العظيم، من بينهم: المقاتل إبراهيم سرور، واللواء أيمن حب الدين، والرائد سمير نوح، واللواء أركان حرب على حلمى، والرائد المهندس على سديرة، والعريف محمد خاطر، والدكتور محمود سامى، والمقاتل ممدوح سرور.
تحدث الدكتور جمال شقرة موضحًا أهمية الوثائق التاريخية مثل هذا الكتاب الذى يمثل بدوره شاهدًا حيًا على بطولات أكتوبر المجيدة، إذ يرويها أبطالها أنفسهم بألسنتهم وبأقلامهم؛ فأولئك هم من صنعوا التاريخ بدمائهم الزكية، وكتبوا بأحرف من نور ملحمة وطنية خالدة، وبعد مرور نصف قرن، ما زالت ذكرياتهم حاضرة، وتفاصيل المعارك حية فى أذهانهم، وكأنها وقعت بالأمس. إنهم جيل البطولات والتضحيات، ويستحق كل منهم كل التقدير والإجلال.
عقب ذلك أشارت الدكتورة قدرية سعيد إلى سعادتها بتواجدها بالمجلس الأعلى للثقافة وسط هذه الكوكبة المتميزة من الأبطال المصريين الذين سطروا أمام العالم أجمع انتصاراتنا العظيمة على العدو الإسرائيلى، وأشارت إلى أن الكتاب يصيغ للقارئ نظرة شاملة على حرب أكتوبر 1973م، مستندًا إلى شهادات مباشرة من أبطال الحرب، ويهدف الكتاب إلى تسليط الضوء على جوانب مختلفة من الحرب، بدءًا من الإعداد والتخطيط وحتى التنفيذ، مع التركيز على التحديات التي واجهها المقاتلون وكيف تم التغلب عليها.
فيما تحدثت الكاتبة الصحفية مروة عصام الدين، موضحة أن إنجاز هذا الكتاب تطلب عام من العمل الكثير والجهد، وأهدت الكتاب إلى روح والدها، وقدمت شكرها إلى الدكتورة قدرية على جهدها الدؤوب، وأوضحت أنها واحدة من الأجيال الشابة التى لم تعاصر نصر أكتوبر المجيد، ومن هنا تكمن أهمية فكرة تأريخ هذا النصر المبين، وتابعت موضحة أن رحلة هذا الكتاب كانت كثيرة التفاصيل؛ حيث قامت بزيارة المدينة الباسلة بورسعيد، مما أثرى الروايات العديدة والشهادات المهمة على نصرنا الكبير والتى تضمها صفحات الكتاب وتحفظها بين طياتها للأجيال التى لم تعاصره، بل وتحفظها للأجيال المستقبلية كذلك، وفى نختتم حديثها أشارت إلى أن الجزء الثانى من الكتاب سيصدر فى الفترة المقبلة، وسيتمحور حول تسجيل وحفظ شهادات وبطولات جديدة لأبطالنا البواسل، فسيجد القارىء رواية أبطال نصر أكتوبر عما خاضه كل منهم على جبهة القتال من معارك ملحمية ولحظات تاريخيّة حاسمة.
ثم تحدث المقاتل إبراهيم سعودى مسترجعًا البطولات الكبرى التى سطرتها بورسعيد، تلك المدينة الباسلة التى ينتمى لها، وتابع مشيرًا إلى الهزائم والخسائر العديدة التى كبدها للعدو الاسرائيلى برفقة زملائه آنذاك، وروى أنه خلال قيامه بإحدى العمليات ضد العدو الإسرائيلى، أصابته الأسلاك الشائكة الذى وضعها العدو للتحصين ضدنا، وكان العدو يروج كذبًا أنه هذه الأسلاك كانت متصلة بكهرباء عالية تصعق كل من يمسها؛ فبمجرد عودته من العملية وعلم قائده أن تلك الأسلاك الشائكة هى سبب إصابته، تأكد الجميع من كذب ما أشاعه العدو الإسرائيلى حوّل تحذيرات كاذبة ترتبط بمواجهة خطر الصعق لكل من يحاول تجاوز تلك الأسلاك الشائكة، وهو ما كان له أثر إيجابى كبير، وفى مختتم حديثه حرص على تقديم الشكر للكاتبة مروة عصام التى زارت المدينة الباسلة، وصحبها فى جولة ميدانية لأبرز مواقع التى شهدت الكثير من البطولات المصرية، خلال حرب الاستنزاف، ووصولًا إلى نصر أكتوبر المجيد وإذلال وقهر العدو الإسرائيلى، عبر تحطيم دعايته الكاذبة بأنه لا يقهر!
اللواء أيمن حب الدين مؤكدًا أن السر وراء نصر أكتوبر المجيد كان وراءه عدة عناصر، أهمها التدريب الجيد باستمرار والعزيمة والإصرار الكبير على تحقيق الانتصار، وتابع مشيرًا إلى أهمية حرب الاستنزاف، التى شهدت الكثير من البطولات المجيدة التى سطرها أبطالنا الشجعان فى التاريخ الحديث بأحرف من نور؛ فكانت بمثابة أولى خطوات الانتصار، وأكد أن الشعب المصرى يتميز بالتماسك القوى عند الشدائد والأزمات، مشيرًا إلى ما واجهته بورسعيد الباسلة وسائر مدن القناة من تهجير آنذاك، وفى مختتم حديثه أشار إلى أن أروع المشاهد فى ذاكرته هى تلك التى جسدت التلاحم الأسطورى بين الجنود الأبطال وأهالى بورسعيد الأبية، حيث كان كل صاروخ ينطلق وكأنه يكتب سطر جديد في ملحمة البطولة والتضحية، وسوف يذكر التاريخ كيف أن صندوق الحلوى البسيط أصبح رمزاً لهذا التلاحم، و شاهداً على حب الشعب لجيشه.
فيما تحدث الرائد سمير نوح، موضحًا أنه كان أحد عناصر المجموعة 39 قتال، التى قامت بتنفيذ 92 عملية ضد العدو الإسرائيلى، من الرابع من يوليو عام 1967م، عقب معركة رأس العش مباشرة، وأكد فى مختتم حديثه أنه شارك فى تنفيذ حوالى 35 عملية من ضمن عمليات المجموعة 39 قتال، فى حرب الاستنزاف، ابرزها عملية الكمين ضد دوريات العدو فى سيناء عملية لسان التمساح الثانية بقيادة الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى.