أماني أبو عيسى تكتب: عودة شيرين بين صراع الفن مع القيود

حين يصمت الفن.. تتحدث القلوب

في عالم يزدحم بالأصوات، هناك أصوات تظل استثنائية، قادرة على أن تمس أوتار القلب وتفتح أبواب الروح، ومنها صوت شيرين عبد الوهاب الذي يفيض بمشاعر تعبر عن أحلامنا وآلامنا، عن حبنا وفرحنا، هذا الصوت بات اليوم مهددًا بالتلاشي بفعل نزاع لا يمس فقط شيرين كفنانة، بل يمس كل من تذوق طعم الفرح معها وأضاءت لياليه بأغانيها، فبعد فترة من الغياب، عادت شيرين لتمنحنا أغانٍ جديدة تحمل في طياتها عمقًا وإحساسًا نادرًا، ولكن، للأسف، تبدو هذه العودة التي استقبلها الجمهور بحفاوة بالغة مهددة بسبب النزاع القائم مع شركة "روتانا"، والتي تُصر على أن تحرمنا من هذه الروائع، فهو نزاع لا يمس فقط شيرين كفنانة، بل يمس كل واحد منا كجمهور عاشق لصوتها.

روتانا حلو المشاكل فنحن نستحق صوت شيرين!

الملايين من محبي شيرين عبد الوهاب باتوا يناشدون "روتانا" أن تضع حدًا لهذه الخلافات، لأن ما يحدث هو حرمان لنا جميعًا من صوت لن يتكرر، نعلم جيدًا أن العقود والتزاماتها مهمة، ولكن ألا تستحق هذه الموهبة الفريدة أن تجد حلاً لهذه المشاكل؟ ألا يستحق الجمهور الذي طال انتظاره لأغانيها أن يعيش مرة أخرى مع صوتها وإحساسها الفريد؟!.. ففي كل مرة تُحذف فيها أغنية جديدة لشيرين، نخسر نحن جمهورها، الذي انتظر طويلًا عودتها.. لماذا يُعاقب الجمهور على خلافات لا تعنيه؟

روتانا حان الوقت لتكوني حليفة للفن لا عائقًا أمامه

بمجرد طرح الأغاني الجديدة لشيرين حققت نجاحًا كبيرًا، وانتشرت كالنار في الهشيم، لتثبت مرة آخرى أن شيرين هي صوت له تأثيره الخاص، وجمهور كبير استقبل أغانيها كمن يعثر على كنز مفقود، وأثبت هذا النجاح أن برغم ما تتعرض له من تضييق إلا أنها صوت لا يقهر، "روتانا، حان الوقت لتكوني حليفة للفن، لا عائقًا أمامه"، فالملايين من محبي شيرين يناشدون الشركة بفتح الباب أمامها من جديد دون وضع عقبات أو احتكار لصوتها.

الفن لا يعرف قيودًا

يعلم جمهور شيرين عبد الوهاب جيدًا كم هو صعب عليها أن تشعر بأن فنها مُقيد، لكن يتمنى الجميع أن تجد مخرجًا لهذه الأزمة، ورغم كل التحديات نؤمن أن صوت شيرين سيظل حاضرًا مهما كانت الصعوبات، نحن بانتظار حل الأزمة، فالفن لا يعرف قيودًا، ونأمل أن تعود المياه لمجاريها، أو على الأقل يتم التوصل لحل يرضي الأطراف لأننا نؤمن أن الفن الحقيقي لا ينبغي أن يُحتجز خلف جدران الخلافات.
ونعم، نعلم جميعًا أن شيرين مرت بمواقف حرجة وزلات لسان كثيرة وعقبات عرقلتها لكننا نؤمن أن هذه التجارب جعلتها أكثر نضجًا وأكثر وعيًا بتأثير كلماتها، لذلك نرفع أصواتنا مع شيرين، ونطالب "روتانا" بأن تفتح الباب وتمنحنا مع شيرين فرصة آخرى وميلاد جديد لهذه الموهبة الفريدة، فلا يمكن لأي شخص يقدر الفن أن يسمح لصوت شيرين أن يخفُت بفعل الخلافات، وهذا ليس فقط مطلبًا من الجمهور، بل هو نداء من كل عاشق ومتذوق للفن.

حرية النشر والإبداع في عصر السوشيال ميديا

في زمن السوشيال ميديا، حيث حرية النشر والإبداع تتعاظم وتزداد أهميتها، كيف يمكن تقييد حرية فنانة وإزالة أعمالها؟ نحن نعيش في عصر يتمتع فيه كل فرد بفرصة التعبير عن نفسه بطرق متعددة، ويجب على الشركات والفنانين التكيف مع هذه التحولات بدلاً من مقاومة التغيير، إذا كان الفن لا يعرف القيود، فلماذا نسمح بأن تُقيد أعمال شيرين عبد الوهاب خلف جدران النزاعات؟ إن حرية التعبير والإبداع يجب أن تكون أولويتنا، والفن يجب أن يُطلق سراحه ليواصل إلهامنا.

الأمل في التصالح

في خضم هذا الصراع، يبقى هناك أمل أن تتغلب الحكمة على الخلافات، وأن تدرك الأطراف أن الفن الحقيقي لا يمكن أن يكون سجينًا لعقود أو نزاعات، نحن نؤمن أن صوت شيرين عبد الوهاب، بما يحمله من قوة، سيظل صامدًا.. وإن كان الفن لغة لا تعرف القيود، وإذا كانت روتانا تؤمن بقيمة الفن، فقد حان الوقت لإثبات ذلك بتجاوز هذه العقبات.

نجاح أغاني شيرين الجديدة دليل واضح على مكانتها في قلوب الملايين، وعلى أنها ستظل دائمًا قادرة على إبهار جمهورها وإشعال الساحة الفنية، فكيف لهذا النجاح أن يُسلب بسبب خلافات يمكن حلها، فمع كل أغنية جديدة تحذفها "روتانا"، نحن نخسر جزءًا من تلك القصة التي جمعتنا بشيرين من البداية، وجمهورها لن ييأس، وسيظل يرفع صوته مطالبًا بإتاحة الساحة لـ شيرين، لأن الفن الحقيقي يستحق أن يكون حرًا، وشيرين تستحق أن تكون هنا، بيننا، كما كانت دائمًا.