إيران تسعى للحصول على مساعدة الصين في ملف «أقمار التجسس».. التفاصيل
علي فوزي مصر 2030تسعى إيران خلال تلك الفترة لتعزيز قدراتها في مجال الأقمار الاصطناعية بالتعاون مع الصين، حيث تبحث عن شراكات مع شركتين صينيتين لرفع مستوى تقنياتها في المراقبة والاستطلاع.
وفقاً لتقارير استخباراتية، قام أفراد من الحرس الثوري الإيراني بزيارات متبادلة مع الشركات الصينية المعنية، والتي تمتلك أقماراً اصطناعية متقدمة قادرة على تقديم صور عالية الدقة، مما يعزز قدرات إيران على التجسس، خاصة على المنشآت العسكرية الأمريكية والإسرائيلية.
هذا التعاون يأتي في إطار العلاقات المتنامية بين طهران وبكين، التي بدأت منذ توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي لمدة 25 عاماً بين البلدين.
وعلى الرغم من أن بكين كانت حذرة في تقديم دعم عسكري مباشر لإيران لتجنب التوتر مع دول الجوار، إلا أن التعاون في مجالات ذات استخدامات مزدوجة مثل الاستشعار عن بعد يبدو أكثر قبولاً من وجهة نظرها.
وبالإضافة إلى الصين، تظل روسيا الشريك الأكبر لإيران في تطوير برنامجها الفضائي، حيث ساعدت موسكو في إطلاق عدة أقمار صناعية إيرانية، مما يبرز استمرار التحالف الوثيق بين الجانبين في هذا المجال.
وحذر تقييم سري، اطلعت عليه صحيفة «واشنطن بوست»، من أن إتمام الصفقة مع الصين يمكن أن يزود إيران بقدرات محسنة لتوجيه ترسانتها من الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى أنظمة إنذار مبكر لكشف أي هجمات وشيكة.
ويشير التقييم إلى أن امتلاك إيران هذه القدرات قد يمكنها من نقل معلومات استخباراتية حصلت عليها بفضل الأقمار الاصطناعية إلى أذرعها مثل جماعة الحوثي في اليمن، الذين يشنون هجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، أو الميليشيات الموالية لها في سوريا والعراق المسؤولة عن هجمات بمسيرات وصواريخ على القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.
وذكر التقييم أن إيران قدمت سابقاً لهذه المجموعات صوراً فضائية اشترتها من الصين. وتقع شركة «تشانغ غوانغ» في مدينة تشانغتشون في مقاطعة جيلين شمال شرقي الصين، وتصنع أقماراً اصطناعية صغيرة منخفضة التكلفة من نوع «كيوب سات» مزودة بمعدات بصرية قادرة على إنتاج صور بدقة تصل إلى 30 سنتيمتراً، وهي تماثل ما تنتجه الأقمار الاصطناعية التجارية الأميركية والأوروبية الأكثر تطوراً، بينما القمر الإيراني «الخيام» يوفر صوراً بدقة نحو 1 متر.
وأفاد التقييم، أيضاً، بأن المسؤولين الإيرانيين يسعون إلى إقامة علاقات تجارية مع شركة «مينو سبايس تكنولوجي» ومقرها في بكين، التي تصنع أقمار «تايجينغ» للاستشعار عن بُعد. ولا تخضع أي من الشركتين الصينيتين لعقوبات اقتصادية أميركية أو دولية.