لماذا تصعد أوكرانيا هجومها في شبه جزيرة القرم تحديدًا؟
مارينا فيكتور مصر 2030تريد واشنطن من كييف مهاجمة القرم بصواريخ "أتاكمس"، على اعتبار أنها أراض "أوكرانية" من وجهة نظرها، بحسب ما كشفت عنه شبكة "سي إن إن" الأمريكية، حيث هاجمت أوكرانيا جسر القرم أكثر من مرة باستخدام زوارق مسيرة، وشاحنات تم تفجيرها.
وأكدت روسيا، أنها اعترضت ليلاً 12 صاروخًا أمريكي الصنع أطلقتها القوات الأوكرانية على جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها موسكو العام 2014.
وكتبت وزارة الدفاع الروسية عبر "تليجرام": "صدت وسائل الدفاع الجوي خلال الليل هجوما شن بواسطة 12 صاورخا أتاكمس أميركية الصنع أطلقت باتجاه جسر القرم".
تدمير 5 زوارق
كما تعرضت القرم أيضًا لهجوم بزوارق مسيرة أوكرانية في البحر الأسود، وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها دمرت 5 زوارق مسيرة أوكرانية كانت متجهة نحو شبه جزيرة القرم بمروحيات من طراز "مي-8" و"كا-29" تابعة للطيران البحري لأسطول البحر الأسود.
وأعلن المسؤولون الأوكرانيون مرارًا عن نيتهم تدمير جسر كيرتش الذي يربط شبه الجزيرة بمنطقة كوبان الواقعة في الجنوب الروسي، معتبرين أنه هدف عسكري مشروع، ودعم ذلك مسؤولون أميركيون بارزون في الإدارة الأميركية.
واشتهرت جزيرة القرم سابقًا بوقوع حرب القرم بها في القرن 19، وظلت ذات أهمية قصوى في القرن العشرين لاحتوائها على قاعدة بحرية روسية تعدّ الوحيدة من نوعها في المياه الدافئة، وهي مقر أسطول البحر الأسود الروسي.
هدف الهجوم على جزيرة القرم
يعتبر محللون سياسيون، أن الهجوم على جزيرة القرم كان متواصلاً منذ بداية العملية العسكرية وخاصة جسر القرم الذي كان عنوان المرحلة بالنسبة للقوات الأوكرانية.
وتريد كل من أمريكا وأوكرانيا خلق مادة إعلامية جديدة وليس نصرا عسكريا وذلك للتغطية على إخفاقات الغرب في تسليح أوكرانيا وإقناع الداخل الأمريكي بالاستمرار في الدعم.
وقال المحللون، إن هذا الصراع الذي تخوضه أوكرانيا يعتبر صراعا جيوسياسي بناء على المعادلات الغربية خاصة الأمريكية، وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يشير في خطاباته إلى الموافقة على شروط فلاديمير بوتين وربما العودة إلى طاولة المفاوضات قد تغير موقفه اليوم، وذلك بسبب الخوف من خسارة الدعم الأمريكي في حال عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ورغم الهجوم على جزيرة القرم بالصواريخ الغربية إلا أن روسيا تعاملت معها وآخرها صد 12 صاروخا من نوع "أتاكمس" وهو ما يعتبر نصرا استراتيجيا بالنسبة لموسكو.
ويرى المحللون، أن "المعركة العسكرية تقترب من نهايتها عكس المعركة السياسية التي يرتقب أن تتواصل بعد الانتخابات الأمريكية، بالموازاة مع ارتفاع منسوب التصعيد في العمليات العسكرية والضغط السياسي".