عرفت «خلطة النجاح» فانفردت بالمقدمة وتربعت على عرش الغناء.. هكذا نجحت أنغام في صناعة تاريخ فني لن يتكرر
أماني أبو عيسى مصر 2030هي الاستثنائية المبدعة الصادقة والمتمردة التي تخفي رقة قلبها في القوة التي تحرص على الظهور بها، صاحبة الإحساس الذي لا مثيل له على الساحة الغنائية العربية، تحتفل غدًا بعيد ميلادها ملكة المسرح وسيدته التي لا منازع لها المطربة الكبيرة أنغام صوت الحب الدافئ وصانعة البهجة والسعادة مطربة الوطن العربي الأولى وصوت مصر.
أنغام في عيون جمهورها
«حالة خاصة جدًا» يعيشها الجمهور مع أنغام، وذلك لما تمتلكه من تميز وانفراد صنعته بوعيها وحرصها على ما تقدمه للجمهور، فنانة صنعت تاريخها خطوة بخطوة واحترمت ما قدمته فاستحقت أن تنال المكانة الخاصة التي وضعها فيها الجمهور، كما أنها هي الفنانة الوحيدة التي تنجح في توصيل كل كلمة تغنيها بإحساس صادق، فتجدها متجددة في كل مرة تراها أو تسمعها، صوتها يتلون مع ما تقدمه، تأخذ من يسمعها في عالم آخر تفرح وتحزن وتعشق على صوتها.
الثقافة والمتعة عنوانها أنغام
فنانة امتلكت ثقافة الاختيار تحب ما تقدمه فتستمتع به وتنقل هذه المتعة لجمهورها، تعرف ماتريد ولا تخطئ الهدف، تعيش بـ«أحلامها البريئة»، و«كتبت تعهد» لكل من يعشقها بالحرص الدائم على الارتقاء بذوقهم وإحساسهم فنانة تأتي مرة واحدة ولا تتكرر.
شباب يتجدد وحالة لا تتكرر
«بتمنى ما تتغيرش» أمنية كل من يعشق أنغام أن تظل كما هي ببهجتها وشبابها المتجدد الذي يتجدد معه كل من يسمعها، فالحالة التي تصنعها لا يستطيع غيرها أن يقدمها، ولن ينجح بها إلا أنغام التي ترفع شعار «ولا تنطفي شمعتنا» فقد تمر بأزمات أو تواجه شائعات، وتجدها لا تبالي صامدة، لا يشغلها سوى التركيز في عملها وما ستطل به على جمهورها، لتجدها تسمو دائمًا بفنها الراقي وتجعله في المرتبة الأولى بحياتها، وكما قالت في أغنيتها الأخيرة «كل حبيب بيستعمل في وقت الرد أخلاقه».
«ببساطة كدة» وصلت أنغام إلى مكانة صعب أن يصل لها أحد، مكانة صنعتها بثقافة وتدريب وقراءة وتعلم مستمر وحرص على التغيير ومواكبة كل جديد لكن بطريقتها هي، فلا تجدها تكرر عمل قدمته، وتشعر أنها تنظر في داخلك وترى ما تشعر به لتخرج عليك بأغنية تصف حالتك.
«مابتعلمش» هي كلمة مرفوضة في حياة أنغام صاحبة الصوت المثقف الحنون، والحضور الطاغي، والتي تجدها محاورة تجبرك على الانتباه لها، وتنتظر دائمًا ظهورها على الشاشة في برنامج تلفزيوني لترى كيف تتحدث وكيف تتجاذب أطراف الحوار وطريقة ردها بلباقة وثقة وبساطة وصراحة.
ملكة السهل الممتنع
«سيدي وصالك وعمري معاك» من ضمن الأغاني التي أثبتت أن أنغام ملكة السهل الممتنع فكل أغنية منهم حققت نجاح منقطع النظير لا يختلف عليه أحد، فقد تشعر أنها أغاني سهلة وبسيطة ولكن إن دققت بها تكتشف صعوبتها وثقل كلماتها واللحن الذي يصعب على أي مطرب آخر تقديمه بهذا الشكل الذي تراه في النهاية بسيط لكنه من أصعب ما يكون.
صوت مصر السليم وملكة المسرح
«يا سلام يا سلام ده ولا الأحلام» الجملة المعتادة لأي مستمع لأنغام صاحبة الصوت السليم على المسرح، الذي لا يشوبه أي نشاذ، يسلطن من يسمعه في كل الأوقات، ومن مختلف الأعمار، ويذوب الجميع عشقًا في صوتها وأدائها الذي يزداد شبابًا، ففنها المحترم دائمًا ما يرتقي بالروح والوجدان، وقد تجد أن «أجمل مكان» تذهب إليه يكون في الرحلة التي يصطحبك خلالها صوت أنغام لتكون في أحسن حالاتك وأنت تستمع لها.
إخلاص وبصمة وطنية
متواضعة تمتلك أخلاق نبيلة قلما تجد مثلها، فتجدها وهي تتحدث بعرفان في كل مناسبة تسمح لها عن المطربة الجزائرية القديرة وردة وكيف أثرت في مشوارها الفني، وكيف تتحدث عن أصدقائها، ولا تنكر دور من يتعاون معها في الأغاني التي تقدمها بل دائمة الإشادة بهم، ودعمها باستمرار للمواهب الشابة وتقديمها للشعراء والملحنين الجدد، ووطنيتها الخالصة وحبها بشجن للوطن وغناءها المستمر في حب مصر وبصمتها الواضحة في الأغنية الوطنية.
الطفولة والانطلاقة
قدمت أنغام في مرحلة طفولتها العديد من الألبومات منها «الركن البعيد الهادي، ولالي لي لالي»، ثم دخلت مرحلة الشباب بـ«شنطة سفر وإلا أنا» لتظهر شخصيتها الغنائية وتشكل ذوقها الخاص، وخلال مسيرتها الغنائية الحافلة قدمت الكثير من العلامات المحفورة في أذهان وقلوب جمهورها الراقي، حيث غنت تترات لمسلسلات كانت من العلامات الفارقة مثل «العائلة وحديث الصباح والمساء وغمضة عين» وصولًا إلى «حدوتة مرة وجمع سالم»، وأيضًا احتفلت بـ«100 سنة سينما» من ألحان الموسيقار الكبير عمر خيرت.
مسيرة حافلة بالأعمال والخروج عن المألوف
كما قدمت أنغام ما يزيد عن 25 ألبوم غنائي تنوعت خلالهم بين المرأة القوية وأحيانًا المكسورة، وأيضًا الفتاة العاشقة والمتمردة، وهناك الكثير من الأغاني التي قدمتها وكانت بمثابة علامات بارزة وفارقة في مسيرتها، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر «وحدانية، بعتلي نظره، بتحبها ولا بتفكرك بيا، ماجبش سيرتي، ليه سيبتها، أنا عندك بإحساسي، عرفها بيا، قلبك، مش في بالك، اسرقني، هتمناله الخير، عايشة حالة، راحت ليالي، مهزومة، حتة ناقصة، اتجاه واحد، بقيت وحدك، أكتبلك تعهد، بتوصفني، بين البنيين، هو نفس الشوق، هتشتاقوا»، كما حصلت على العديد من التكريمات والجوائز منها «الموريكس دور» كأفضل مطربة عربية، وتكريمها بالأمم المتحدة في يوم المرأة العالمي، وغيرها من التكريمات في الداخل والخارج فهي الوجه المشرف لمصر في المحافل الكبرى.
ونجحت أنغام أيضًا في الخروج عن المألوف وأصبحت أول مطربة مصرية تقدم ألبومات خليجية باتقان واضح في اللهجة، وحققت من خلال هذه الألبومات نجاح كبير وصنعت رصيد ضخم من الأعمال الخليجية المهمة.
«ابنة الإسكندرية» خاضت تجربة التمثيل الدرامي مرة واحدة فقط من خلال مسلسل «في غمضة عين»، كما خاضت تجربة أصعب على خشبة المسرح مع المطرب علي الحجار بعدما أعادا تقديم مسرحية «رصاصة في القلب» عام 1999.
أنا القصة وأنا الجمهور وأنا المسرح
اختيارتها تخبرك بأنها درست جمهورها جيدًا وعرفتهم عن ظهر قلب وكأنها تخاطب فرد فرد منهم، فتجدها تقدم كل ما يهم الجمهور على الساحة وتعرف جيدًا ما ينقصهم، وفي أي لون يحبوا أن يروها، تبحث دائمًا عن الجديد لذلك تشعر أن الكلمات والألحان التي تقدمها فريدة وكأنها تم تفصيلها لأنغام، فهي تطرب من يستمع لها في كل وقت، وتعبر عن مشاعرك بكل شكل، لتشعر أنها تتحدث بإحساس جمهورها، وتحرص دائمًا على تقديم الأغاني الدرامية التي تتضمن قصة أو مشهد، وتحمل رسالة لها معنى.
وفي النهاية قد تمتلئ الساحة الفنية بالكثير من المغنيين وبها المطربين، ولكن ملكتها أنغام، وهناك من ينجح بتقديم ألبوم غنائي وآخر يتألق على المسرح، وتسيطر في الحالتين أنغام، لذلك ينتظر الجميع الجديد الذي ستقدمه، ويحرصون أيضًا على حضور حفلاتها، فتجد الجمهور ينصهر معها في الحفلات، خاصة مع الحالة التي تصنعها بإحساسها الذي يصل لكل من يراها ويسمعها، فهي عاشقة للمسرح، تمتلك صوت ممتع يجبرك أن تنصت له باحترام، لذلك ترفع حفلاتها دائمًا شعار «كامل العدد»، لتجد أن حفلاتها تختلف عن حفلات أي نجوم آخرين، وهو الاختلاف الذي أنشأته «سيدة المسرح» مع جمهورها بالثقة والحب، وبحرصها عليهم وعلى ما تقدمه لهم على مدار مشوارها، وأيضًا رصيدها الذي بصمت به داخل القلوب، الحديث عن أنغام لا ينتهي، وحرصت «مصر 2030» على رصد جانب بسيط من مشوارها، وتهنئتها في عيد ميلادها.