قد يتحول لوباء عالمي جديد.. كل ما تريد معرفته عن جدري القردة بعد تفشيه في إفريقيا
مارينا فيكتور مصر 2030ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة بمرض جدري القردة، شهدته العديد من الدول الإفريقية، حيث يتخطى الفيروس المقلق الحدود الوطنية، مثيرًا مخاوف من احتمال نشوء وباء عالمي واسع النطاق.
وأعلنت الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الإفريقي عما وصفته بـ "حالة طوارئ صحية عامة ذات أمن قاري"، فيما تتصاعد التساؤلات بشأن طبيعة هذا المرض وطريقة انتشاره، فضلا عن خلفيات الإعلان الأخير، وما إذا كانت هذه التطورات المستجدة تستدعي القلق فعلا.
ما هو جدري القردة؟
معروف باسم "إم.بوكس" (Mpox)، وهو مرض فيروسي ينجم عن الإصابة بفيروس جدري القردة، بحسب منظمة الصحة العالمية، ويتميز بقدرته على الانتشار بين البشر بشكل مباشر، كما يمكنه أن ينتقل بطريقة غير مباشرة عبر البيئة المحيطة. فقد يلتقط الشخص العدوى من خلال ملامسة الأسطح والأشياء التي سبق أن لامسها شخص مصاب بالفيروس.
وفي المناطق التي ينتشر فيها فيروس جدري القردة بين الحيوانات البرية، يمكن للمرض أن ينتقل من الحيوانات المصابة إلى البشر الذين يتواجدون في وضعية تماس مباشر معها.
وبشكل عام، هناك نوعان مختلفان من هذا الفيروس تسببه سلالتين؛ السلالة الأولى تُعرف سابقا باسم "سلالة حوض الكونغو"، والسلالة الثانية باسم "سلالة غرب" أفريقيا. وكلاهما يمكن أن يكون قاتلا، على الرغم من أن السلالة الأولى لها تاريخيا معدل وفيات أعلى، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
أعراض فيروس جدري القردة
يمكن أن يسبب جدري القردة مجموعة من العلامات والأعراض. وفي حين يعاني بعض الأشخاص من أعراض أقل حدة، فقد يصاب البعض الآخر بمرض أشد خطورة ويحتاجون إلى الرعاية في مرفق صحي.
وتشمل الفئات الأكثر عرضة في العادة للإصابة بأعراض أكثر حدة، كل من الحوامل والأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، بمن فيهم المصابون بعدوى غير معالجة بفيروس الإيدز في مراحله المتقدّمة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتشمل الأعراض الشائعة لجدري القردة ظهور طفح جلدي قد يستمر لمدة بين أسبوع إلى أربعة، ويبدو الطفح الجلدي مثل البثور أو القروح، وقد يؤثر على الوجه وراحة اليدين وباطن القدمين والأُرْبِيَّة والمناطق التناسلية.
وقد يبدأ ذلك بالحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والوهن وتورم الغدد (الغدد الليمفاوية) أو يليها.
ويمكن أن تظهر هذه الأعراض أيضا في الفم أو الحلق أو الشرج أو المستقيم أو المهبل أو في العينين.
34 دولة إفريقية "معرضة لخطر كبير".
وبحسب بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، فإن 34 دولة في أفريقيا إما تبلغ عن إصابات أو تُعتبر "معرضة لخطر كبير".
وحتى 4 أغسطس الحالي، سجلت 38465 إصابة بجدري القردة في 16 دولة أفريقية و1456 وفاة في القارة منذ يناير 2022، مع زيادة بنسبة 160 بالمئة في الاصابات للعام 2024 مقارنة بالعام السابق.
وتشهد الكونغو الديمقراطية تفشيا حادا مع أكثر من 14 ألف حالة مبلغ عنها و511 حالة وفاة منذ بداية عام 2024، وفقا لمعطيات أوردتها صحيفة "الغارديان".
وفي حين أن تفشي المرض في الكونغو ليس بالجديد، إلا أن الرقم المسجل هذا العام يعادل بالفعل إجمالي عام 2023 بأكمله، ويشمل حالات في مقاطعات لم تتأثر سابقا، وفقا للصحيفة البريطانية.
كما يتم الإبلاغ عن إصابات في كل من بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، المجاورة للكونغو الديمقراطية، وهي الدول التي لم يسبق فيها الإبلاغ عن أي حالات.
وتم الإبلاغ عنها في بلدان أفريقية مختلف، مثل المغرب مصر والسودان وساحل العاج وليبيريا ونيجيريا ورواندا وكينيا وموزمبيق وجنوب أفريقيا، بحسب ما أوردته فرانس برس.
وكانت السلالة الأولى، تنتشر عادة، في الماضي، عن طريق تناول لحوم الحيوانات البرية المصابة، فيما تنتقل السلالة المستجدة من شخص لآخر، غالبا عبر الاتصال الجنسي، ولكن أيضا من خلال الاتصال الجسدي مثل مخالطة المصابين أو عبر استعمال فراش أو مناشف ملوثة.