بعد وفاته.. من هو الشيخ سالم العلي السالم الصباح؟
علي فوزي مصر 2030نعى الديوان الأميري الكويتي اليوم الاثنين الشيخ سالم العلي السالم الصباح، رئيس الحرس الوطني، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 98 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء وخدمة بلاده في تعزيز أمنها ووحدتها. يُعتبر الشيخ سالم العلي عميد أسرة آل الصباح، ولعب دورًا محوريًا في نهضة الكويت من خلال توليه مناصب رسمية وفخرية متعددة، إلى جانب أعماله الخيرية التي تركت أثرًا كبيرًا في حياة العديد من الكويتيين.
وُلِد الشيخ سالم العلي السالم الصباح عام 1926 في فريج الشيوخ بمنطقة الوسط، التي تقع حاليًا في قلب مدينة الكويت. نشأ في بيئة تقليدية وتلقى تعليمه الأولي على يد الملا حمادة، ثم الملا مرشد محمد السليمان. بعد ذلك، التحق بالمدرسة المباركية، وهي أول مدرسة نظامية في الكويت، ثم واصل دراسته في المدرسة الأحمدية، حيث تلقى تعليمًا أدبيًا وعلميًا مهّد له مسيرة مهنية مميزة.
مع بداية الخمسينات، وفي ظل اكتشاف النفط وبدء عملية التنمية في الكويت، انضم الشيخ سالم العلي إلى سلك الخدمة العامة. كان له دور حيوي في إدارة العديد من المشاريع التنموية التي أسهمت في بناء الكويت الحديثة. ارتبط في بداية مسيرته العملية بالشيخ فهد السالم المبارك الصباح، حيث شغل منصب نائب الرئيس للشيخ فهد في رئاسة دائرتي البلدية والأشغال، واستمر في هذا المنصب حتى عام 1959 عندما تولى رئاسة مجلس الإنشاء.
لعب مجلس الإنشاء، بقيادة الشيخ سالم العلي، دورًا محوريًا في التخطيط لتنمية الكويت، وساهم بشكل كبير في نهضة البلاد وتطورها. كما تولى رئاسة دائرة الأشغال، حيث كان له دور بارز في تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية. في أوائل الستينات، تولى رئاسة المجلس البلدي، وهو منصب يتطلب مهارات تنظيمية وإدارية كبيرة، حيث كان المجلس مسؤولًا عن تنظيم العمران والمحافظة على الصحة العامة والنظافة.
بعد استقلال الكويت في عام 1961، شارك الشيخ سالم العلي في عضوية المجلس التأسيسي المكلف بإعداد دستور البلاد. كما تولى منصب وزير الأشغال في أول حكومة تشكلت بعد الاستقلال برئاسة أمير الكويت الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح. استمر في هذا المنصب حتى عام 1964، وهي فترة شهدت طفرة عمرانية كبيرة في البلاد.
في عام 1967، تولى الشيخ سالم العلي منصب رئيس الحرس الوطني، واستمر في هذا المنصب حتى وفاته. خلال فترة رئاسته، أسس الحرس الوطني ككيان حيوي يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في الكويت، ويعاون الجيش في الدفاع عن البلاد، ويحمي الجبهة الداخلية من أي تهديدات. كما كان عضوًا في مجلس الدفاع الأعلى منذ عام 1969 وعضوًا في مجلس الأمن الوطني منذ عام 2005.
تقديرًا لجهوده الكبيرة في خدمة الكويت، منحه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في ديسمبر 2004 لقب "سمو". إلى جانب مهامه الرسمية، كان الشيخ سالم العلي نشطًا في العمل الخيري، حيث تبرع بمبالغ كبيرة لدعم المحتاجين وذوي الشهداء، وأطلق في عام 2000 جائزة "مسابقة الشيخ سالم العلي للمعلوماتية" لتعزيز الوعي الإلكتروني وتشجيع الطاقات والمواهب في مجال تقنية المعلومات.
كان الفقيد مهتمًا بالحياة الطبيعية، واهتم بالبيئة، وكان له هوايات عديدة، منها القنص والرحلات الصحراوية، والهوايات البحرية، بالإضافة إلى اهتمامه بتربية الإبل واقتناء أجود أنواعها.
برحيل الشيخ سالم العلي، فقدت الكويت أحد أبرز رجالاتها الذين ساهموا في بناء الوطن وتعزيز أمنه واستقراره، وترك وراءه إرثًا غنيًا من الإنجازات والعطاء في مختلف المجالات.