فرقة سوهاج تعرض اللعبة على مسرح السامر ضمن المهرجان القومي
خالد الشربينى مصر 2030شهد مسرح السامر بالعجوزة، على مدار ليلتين، العرض المسرحي "اللعبة"، للفرقة القومية بسوهاج، وهو رابع العروض المسرحية التي تقدمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، في المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته السابعة عشرة، "دورة سميحة أيوب"، والمستمرة حتى 17 أغسطس الحالي.
العرض عن قصة العطب للكاتب السويسري فريدريش دورنمات وهو أحد الأعمال المهمة في المسرح العالمي، ومزيج بين الدراما والكوميديا، دراماتورج وإخراج مصطفى إبراهيم. ترجمة سمير جريس، أشعار محمد أبو زيد، ديكور وملابس وإكسسوارات فاطمة أبو الحمد، تصميم وتنفيذ إضاءة محمود علاء، ألحان بهاء صبحي، مخرج منفذ بهاء الدين جلال، استعراضات مصطفى إبراهيم، مكياج أبو بكر مظهر، تنفيذ صوتيات أحمد عبد العظيم.
يتناول العرض فكرة مثيرة حول العدالة والضمير الإنساني، وتدور أحداثه حول رجل ثري يشغل منصبا إداريا في شركة كبيرة بأوروبا، ويتورط في لعبة غريبة عندما يلتقي بمجموعة من الأشخاص الذين يتقمصون أدوار القاضي والمحامي والجلاد. هذه اللعبة تكشف في النهاية أن هذا الرجل تسبب بشكل غير مباشر في وفاة مديره السابق بسبب خيانة الأخير مع زوجته، مما أدى إلى أزمة قلبية.
العرض أداء تمثيلي: كريم الخشاب، أحمد خالد، مصطفى صابر، محمد هاشم، أحمد ممدوح، محمود محمد، محمد الليثي، ميرفت عطية، رضوى العارف، عمر أحمد، أبو بكر مظهر، عاطف أحمد، مارك صفوت، مصطفى إبراهيم.
حضر العرض الفنان محمد رياض رئيس المهرجان وأعضاء لجنة التحكيم الفنان محمد أبو داود رئيس اللجنة، الناقدة عبلة الرويني، الفنان أحمد مختار، الدكتور عادل عبده، الفنانة عزة لبيب، الدكتور سمير شاهين، الموسيقار د.خالد شكري، الفنان محمود حسن مقرر اللجنة، وحضور الناقدة د. لمياء أنور، سمر الوزير مدير عام المسرح، المخرجون شاذلي فرح، حسني صالح، الحسيني كمال، أحمد طه.
أشار مخرج العرض مصطفى إبراهيم إن العرض يسلط الضوء على مفهوم الضمير الإنساني وأهميته في تحديد الحق والباطل، حتى في الحالات التي قد لا يكون فيها القانون قادرا على معاقبة الجناة، وتثير تساؤلات حول دور الضمير في تحقيق العدالة، وليس فقط الاعتماد على الأدلة الورقية والإجراءات القانونية التقليدية.
ويضيف: وفي النهاية، يترك العرض الحكم للجمهور ليقرروا ما إذا كان الرجل مذنبا أم لا، ويعكس ذلك فكرة أعمق عن كيفية تعامل المجتمع مع الجرائم التي لا يعترف بها القانون التقليدي، مما يجعل الأشخاص أنفسهم يسجنون أنفسهم في قريتهم التي تتحول تدريجيا إلى مجموعة من السجون.
وأكدت مصممة ديكور العرض فاطمة أبو الحمد، الحرص على أن يوضح الديكور الإطار الأوروبي، من داخل القرية الذي يعكس حالة من التوهان والحيرة، وهذا الشعور يتعزز من خلال تصميم المدينة التي تتحرك بشكل دائري من خلال التروس، وذلك مع حركة الغرف التي تشير إلى الجرائم المحتملة، مما يساعد في توصيل الحالة النفسية التي يعيشها الشخصيات، لتظهر مزيجا بين الواقعية والتعبيرية.
وأوضح محمود علاء مصمم الإضاءة أن الإضاءة في المسرح تلعب دورا حيويا في إضفاء العمق والمعنى على المشاهد المختلفة، فتم العمل مع المخرج لاختيار ألوان الإضاءة بعناية بما يتناسب مع ترتيب المشاهد من حيث الزمن والمكان، وذلك لخلق أجواء مختلفة تعكس تطور الأحداث والمشاعر التي يمر بها الشخصيات، على سبيل المثال، يمكن استخدام ألوان دافئة للإشارة إلى مشاهد الماضي، بينما يمكن أن تستخدم ألوان باردة أو حادة للتعبير عن التوتر، الحيرة، أو المشاهد الدرامية.
وقال مهندس الصوت أحمد عبد العظيم، جاءت الفكرة في اختيار الموسيقى والأغانى داخل العرض، لتناسب القصة وتكون قادرة على توصيل المشاعر التي يمر بها الممثلون، وحالة الترقب والحذر ومرورهم بمراحل معينة داخل القصة.
وعن آراء الجمهور أبدى أحد الشباب إعجابه بالعرض وقال إنه تجربة شبابية رائعة تناولوا خلالها قضايا مهمة تهم المجتمع، وتجعل المشاهد يفكر بعمق، كما يطرح أسئلة حول القيم الأخلاقية والقانونية في المجتمع، ولكن العمل يفتقد العنصر النسائي أو البطولة النسائية.
وقال الفنان التشكيلي محمد صلاح إنه على الرغم من أن الفرقة تنتمي إلى محافظة سوهاج، التي قد تكون معروفة بالتقاليد المتحفظة، إلا أن العرض خرج عن هذا النمط التقليدي المألوف، مما يظهر قدرة الفرقة على تقديم رؤية جديدة ومختلفة بعيدًا عن تلك الصور النمطية. وأشارت آلاء حسن أن العرض طرح القضايا الاجتماعية بطريقة جذابة، إضافة إلى الأداء المتميز للفريق التمثيلى، وطريقته المرحة والمؤثرة، والإخراج الجيد.
العرض من إنتاج الإدارة العامة للمسرح، التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، كما يشارك بالمهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الحالية 36 عرضًا مسرحيًا، منها 6 عروض لهيئة قصور الثقافة تعرض بمسرحي السامر والغد بالعجوزة وهم "طقوس الإشارات والتحولات" لفرقة السلام المسرحية، "السد" لفرقة قومية البحيرة، "كاسبر" تجربة نوعية لفرقة الأنفوشي، "اللعبة" لقومية سوهاج، "الطاحونة الحمراء" لفرقة القاهرة، "الحضيض" لفرقة قصر الأنفوشي، ويشهد المهرجان باقة متنوعة من البرامج والفعاليات والندوات، والورش، ويتنافس خلاله 33 عرضا من الجهات والهيئات المختلفة على جوائز المهرجان، بالإضافة إلى ثلاثة عروض تُعرض به شرفيًا دون المشاركة في مسابقاته.