ما هي أهمية اختيار «تيم والز» نائب لكامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

في خطوة استراتيجية هامة ضمن جهود الحزب الديمقراطي لتعزيز موقفه في الانتخابات الرئاسية القادمة، أعلنت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس عن اختيار حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز كنائب لها.

هذا القرار، الذي لم يكن عشوائيًا، يهدف إلى مواجهة دونالد ترامب والجمهوريين في معركة انتخابية شرسة، ويعتمد على خبرة والز في التعامل مع الناخبين المحافظين في المناطق الريفية والمحورية.

الخلفية السياسية لتيم والز

تيم والز، الذي يشغل حاليًا منصب حاكم ولاية مينيسوتا، يتمتع بخبرة سياسية واسعة تمتد على مدى سنوات عديدة. قبل توليه منصب الحاكم، خدم والز لستة فترات في الكونغرس، حيث اكتسب سمعة قوية كمدافع عن السياسات التقدمية وكقائد قادر على التفاعل مع الناخبين من مختلف الخلفيات. بالإضافة إلى خلفيته السياسية، عمل والز كمعلم في المدرسة الثانوية ومدرب لكرة القدم، ما أضفى عليه طابع القائد المتواضع والمتفهم لاحتياجات المجتمع.

أهمية المقاطعات المحورية

تعتبر المقاطعات المحورية، التي تضم نحو 200 مقاطعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، عنصرًا حاسمًا في الاستراتيجية الانتخابية للديمقراطيين. هذه المقاطعات، التي صوتت مرتين لباراك أوباما قبل أن تتحول لدعم ترامب في 2016، تمثل تحديًا وفرصة في الوقت ذاته. تتركز معظم هذه المقاطعات في ولايات مثل إلينوي وأيوا ومينيسوتا وويسكونسن، حيث تميل إلى أن تكون أكثر بياضًا وأقل ثراءً وأقل تعليمًا مقارنة بالمتوسط الأمريكي.

قدرة تيم والز على جذب الناخبين المحافظين

أحد أهم جوانب قوة تيم والز هو قدرته على الفوز في المناطق ذات التوجه المحافظ. في انتخابات 2006، حقق والز أحد أكبر الانتصارات في مجلس النواب، ورغم الموجة الجمهورية الساحقة في 2010، تمكن من الاحتفاظ بمقعده. حتى في انتخابات 2016، عندما فاز ترامب بفارق 15 نقطة في جنوب مينيسوتا، صمد والز واحتفظ بدعمه القوي في دائرته. وعندما ترشح لمنصب حاكم مينيسوتا في 2018، انقلبت دائرته إلى الحزب الجمهوري فور مغادرته، مما يعكس قدرته على إقناع الناخبين المحافظين ودفعهم لدعمه.

التوازن الإقليمي والإيديولوجي

باختيار تيم والز، يسعى الحزب الديمقراطي لتحقيق توازن إقليمي وإيديولوجي في حملته. وعلى الرغم من أن والز قد لا يقدم نفس القيمة الاستراتيجية للولايات المتأرجحة كمرشحون آخرون مثل حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو أو السيناتور مارك كيلي، إلا أن خلفيته كحاكم لولاية لم تصوت لمرشح رئاسي جمهوري منذ أكثر من نصف قرن، وتفاعله الإيجابي مع الناخبين في المناطق الريفية، يجعله خيارًا ذكيًا لتعزيز الحملة الديمقراطية.

التحديات والفرص

ورغم هذه الفوائد، هناك حدود لما يمكن أن يقدمه تيم والز للحملة الانتخابية. فهو لا يملك القدرة على خلق الطاقة والحماس اللازمين لزيادة الإقبال في المدن الكبرى أو استنساخ هوامش جو بايدن الكبيرة في الضواحي، إذ تقع هذه المسؤولية على عاتق هاريس. مع ذلك، فإن القيمة الحقيقية لتيم والز تكمن في قدرته على الحد من هوامش الجمهوريين في المناطق الريفية في الولايات التنافسية. من خلال تسليط الضوء على سياسات الحزب الديمقراطي ورسائله التقدمية بطرق يمكن أن تتماشى مع مصالح الناخبين في هذه المناطق، يمكن أن يساعد والز في تقديم صورة تتعارض مع النظرة التقليدية للحزب الديمقراطي.

التأثير المتوقع في الولايات المحورية

ويسكونسن وميشيغان

يمكن أن يكون تيم والز مفيدًا بشكل خاص في ولايتي ويسكونسن وميشيغان، اللتين تضمان عددًا كبيرًا من المقاطعات المحورية. في ويسكونسن، هناك 23 مقاطعة محورية، وفي ميشيغان، هناك 12 مقاطعة محورية. إذا نجح والز في تقليل دعم الجمهوريين في هذه المناطق، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز فرص الديمقراطيين في الفوز بالانتخابات.

بنسلفانيا

رغم أن بنسلفانيا تضم ثلاث مقاطعات محورية فقط، إلا أنها تعتبر ذات أهمية خاصة. هذه المقاطعات، وهي إيري ولوزرن ونورثهامبتون، تضم عددًا كبيرًا من الناخبين، وقد تخلت اثنتان منها عن ترامب لصالح بايدن في 2020. قدرة والز على الوصول إلى هؤلاء الناخبين قد تكون حاسمة في تعزيز موقف الديمقراطيين في الولاية.

باختيار تيم والز، يأمل الحزب الديمقراطي في تقديم رسالة قوية للناخبين المحافظين في المناطق الريفية والمحورية، مما يعزز فرصهم في الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة.