”معدلات خطيرة”.. الأوضاع في السودان تزداد سوءً وفي طريقها لتصبح ”دولة مجاعة”
مارينا فيكتور مصر 2030"معدلات خطيرة"، هكذا وصفت 3 هيئات ومنظمات محلية ودولية المجاعة في السودان، محذرة من أنها تهدد حياة الملايين من النازحين والعالقين في مناطق القتال.
وأعلنت الشبكة الدولية لنظام الإنذار المبكر المجاعة في أكبر معسكر للنازحين في دارفور، وهو ثالث إعلان رسمي للمجاعة منذ عشرين عاما، تزامنًا مع تقارير مفزعة عن أزمة غذاء حادة في عدد من مناطق السودان.
وأكدت تنسيقية معسكرات اللاجئين في الإقليم عن ارتفاع كبير في حالات الموت بسبب الجوع، وطالبت منظمات محلية بتعميم إعلان المجاعة بمخيم زمزم على كافة المخيمات والأماكن الأخرى في كافة أنحاء السودان نظرا للأوضاع الغذائية والإنسانية المتردية هناك.
ويأتي ذلك في ظل شمول القتال 70 في المئة من مناطق البلاد وصعوبة توصيل المساعدات الإنسانية وتراجع القدرة الشرائية لدى أكثر من 80 في المئة من السودانيين بسبب الارتفاع الكبير في أسعار السلع الغذائية.
دولة مجاعة
ونقلت "رويترز" عن خبراء ومسؤولين في الأمم المتحدة قولهم إن تصنيف البلاد على أنها دولة مجاعة قد يؤدي إلى صدور قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يمنح الوكالات القدرة على توصيل الإغاثة عبر الحدود إلى المحتاجين.
وضع مأساوي
ووفقا لمعيار "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي"، فإن معسكر "زمزم" في شمال دارفور، الذي يأوي زهاء نصف مليون نازح قد دخل في مرحلة المجاعة الفعلية، مع بروز مؤشرات حقيقية في معسكري أبو شوك والسلام، ولكن "الأدلة المحدودة المتاحة تحول دون تأكيد المسألة".
وأكدت الشبكة أن الأدلة المعقولة تشير إلى تجاوز عتبات المجاعة، المرحلة الخامسة من معيار التصنيف المرحلي المتكامل، في معسكر زمزم للنازحين، دون أن تجزم قطعيًا بحدوثها في مناطق أخرى.
ويزداد الأمر سوءً في معسكر زمزم، الذي يقع على بعد 12 كيلومترا جنوبي مدينة الفاشر.
مصاعب كبيرة
وتواجه المجموعات الطوعية، التي تعمل في مجال تخفيف كارثة الجوع مصاعب كبيرة، حيث اضطرت لتقليص أنشطتها بعد الانفجار الأخير في أسعار المواد الغذائية، مما زاد من معاناة النازحين والعالقين في مناطق القتال.
ومع فقدان أكثر من 60 في المئة من السودانيين مصادر عيشهم بسبب الحرب، تشهد مراكز توزيع الوجبات اليومية في بعض المناطق طوابير طويلة للحصول على القليل من الطعام المكون من مواد بسيطة تكفي بالكاد لسد الرمق.