كيف تصاعدت الأوضاع بين إسرائيل وحزب الله؟
عبده حسن مصر 2030في تصعيد خطير للأحداث في الشرق الأوسط، أعلنت إسرائيل عن تنفيذ غارة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أسفر عن مقتل القائد العسكري البارز لحزب الله، فؤاد شكر، المعروف أيضًا باسم الحاج محسن.
تأتي هذه العملية كرد فعل على هجوم صاروخي أدى إلى مقتل 12 طفلاً إسرائيلياً، ما يزيد من احتمالية تصعيد الصراع في المنطقة.
فقد صرح الأدميرال دانيال هاجاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في إفادة صحفية أن شكر كان اليد اليمنى لزعيم حزب الله حسن نصر الله، وكان مسؤولاً عن تطوير الأسلحة المتقدمة للجماعة، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بدقة والطائرات بدون طيار.
وأكد هاجاري أن إسرائيل لن تتسامح مع الهجمات الإرهابية على المدنيين، مضيفًا أن الجيش الإسرائيلي رد بضربات دقيقة استهدفت قادة حزب الله والبنية التحتية العسكرية في لبنان.
وقد أثارت العملية ردود فعل غاضبة من الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي، وصف وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب الضربة بأنها "صدمة" وأعرب عن خوفه من تصعيد الأمور إلى حرب شاملة.
وأعلن لبنان نيته تقديم شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ودعا حزب الله إلى "رد متناسب".
وفي بيان صحفي، أكد هجاري أن الجيش الإسرائيلي مستعد لأي سيناريو، مضيفًا أن العدوان المستمر لحزب الله يجر الشرق الأوسط بأكمله نحو تصعيد أوسع نطاقًا.
وقد تسبب الهجوم في انهيار الطوابق الثلاثة العليا من مبنى سكني في حارة حريك، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلان، وإصابة 74 آخرين.
وعمل رجال الإنقاذ طوال الليل لإزالة الأنقاض بحثًا عن ناجين محتملين، بينما غادر السكان المنطقة خوفًا من مزيد من الهجمات.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل قادة حزب الله في بيروت. ففي يناير الماضي، اغتالت إسرائيل أحد كبار مسؤولي حماس، صالح العاروري، في غارة جوية على بيروت.
وأثناء حرب عام 2006، دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية حي حارة حريك بشكل مشابه.
وقد أدان المجتمع الدولي الهجوم بشدة. وصفت روسيا العملية بأنها انتهاك للقانون الدولي، بينما وصفها حليف حزب الله، إيران، بأنها "عدوان آثم وجبان".
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها من تصعيد الأمور، لكنها أكدت أنها لا ترى الحرب بين حزب الله وإسرائيل كأمر لا مفر منه.