ما تداعيات الصراع بين حزب الله وإسرائيل على الاقتصاد اللبناني المنهار؟
مارينا فيكتور مصر 2030تعد إسرائيل عدتها لتوجيه ضربة كبيرة على الأراضي اللبنانية، ردًا على ضربات حزب الله عليها، مما يهدد باندلاع صراع واسع النطاق بين بيروت وتل أبيب.
وتزداد مخاطر توسّع الحرب بين البلدين، والتي لم تكن بهذه الجدية منذ اندلاع المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في 8 أكتوبر من العام 2023، ف
حيث اعتبرت إسرائيل سقوط صاروخ يوم السبت الماضي في ملعب رياضي في قرية مجدل شمس في الجولان وتسببه بمقتل 12 شخصاً، أمراً لا يمكن تجاوزه دون ردّ كبير.
وتسلط هذه الأحداث، الضوء على الوضع المتوتر في لبنان مما دفع شركات طيران عالمية ومحلية إلى تعليق أو تعديل موعد رحلاتها إلى بيروت، في حين جددت السفارات الأجنبية الطلب من مواطنيها عدم السفر ومغادرة الأراضي اللبنانية.
تأثر الرحلات الجوية
وأعلنت شركة طيران الشرق الأوسط وهي الناقل الوطني اللبناني، عن إعادة جدولة لرحلاتها عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وذلك بما يضمن عدم ركن أي طائرة تابعة لها لفترات طويلة على أرض المطار، وبالتالي إبقاء الأسطول بعيداً عن مخاطر الحرب المحتملة.
بدورها علّقت شركات مثل الخطوط الجوية السويسرية ولوفتهانزا وإير فرانس رحلاتها إلى بيروت كإجراء احترازي.
خسائر متوالية
ويعتبر شهر أغسطس شهرًا مفصليًا في الموسم السياحي الصيفي، حيث كان متوقعًا أن يشهد هذا الشهر انعقاد فعاليات فنية رفيعة المستوى لفنانين عرب وأجانب، لتأتي الأحداث الأخيرة وتضع مصير هذه الفعاليات في مهب الريح.
تكرار سيناريو الحصار
وسيضع توسع الحرب بين لبنان وإسرائيل لتصبح دون ضوابط أو سقوف، اقتصاد لبنان تحت ضغط هائل، فلبنان لا يزال حتى الساعة يلملم جراح الأزمة الاقتصادية والمالية والمصرفية، التي أصابته منذ نهاية عام 2019، والتي تسببت بفقدان الليرة اللبنانية لأكثر من 90 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي.
ولن يستطيع لبنان تحمل التداعيات الكارثية لحرب واسعة النطاق، خصوصاً في حال تكرار سيناريو حرب يوليو 2006 عندما فرضت إسرائيل حصارًا على الموانئ اللبنانية، وهو ما سيعكس شحاً في المواد الأساسية.
فخلال حرب يوليو 2006، فرضت إسرائيل حصاراً بحرياً وجوياً على لبنان استمر لأكثر من 30 يوماً، الأمر الذي أدى إلى تعطيل الحركة التجارية في لبنان، وأثر بشكل كبير على الاقتصاد اللبناني.
مخزونات الغذاء والدواء والمحروقات
وفي حال تكرار سيناريو 2006 لناحية فرض حصار على الموانئ اللبنانية، فإن لبنان يملك مخزوناً يكفيه لمدة 3 أشهر في كل ما يتعلق بالمواد الغذائية والطحين والقمح
كما أن البلاد تمتلك مخزوناً من الأدوية يكفي لفترة جيدة ولكن الخطر يبقى من احتمال مواجهة لبنان لحصار يشل حركة الاستيراد، حيث أن معظم الأدوية الموجودة في السوق اللبنانية هي أدوية مستوردة.