بعد تعهده لأنصاره بعدم التصويت في المستقبل.. هل يشكل ترامب تهديدًا للديمقراطية؟
أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حالة من الفزع بين منتقديه بعد أن قال لحشد من أنصاره إنهم لن "يضطروا إلى التصويت مرة أخرى" إذا أعادوه إلى الرئاسة في الانتخابات المقررة في نوفمبر القادم.
وقال الرئيس الجمهوري السابق، في تجمع جماهيري نظمته منظمة الدفاع عن المسيحيين اليمينية المتطرفة "تيرننج بوينت أكشن" في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا: "أيها المسيحيون، اخرجوا وأدلوا بأصواتكم! هذه المرة فقط - لن تضطروا إلى فعل ذلك بعد الآن".
وقد أثارت تصريحات ترامب - التي ألقاها على مسافة غير بعيدة عن منتجعه ومنزله في مار إيه لاغو - حالة من الذعر على الفور في بعض الأوساط السياسية.
على سبيل المثال، رد المحامي الدستوري والمدني أندرو سيدل على مقطع فيديو لتعليقات ترامب بالكتابة هذه ليست قومية مسيحية خفية، مضيفا عبر منصة إكس أنه "يتحدث عن إنهاء ديمقراطيتنا وإقامة دولة مسيحية".
جاءت تعليقات ترامب يوم الجمعة بعد أشهر من تصريحه بأنه سيكون "دكتاتورًا منذ اليوم الأول" إذا مُنح فترة ولاية ثانية مدتها أربع سنوات في البيت الأبيض. وقد أعرب مرارًا وتكرارًا عن إعجابه بالزعماء الاستبداديين، بما في ذلك فلاديمير بوتن من روسيا وفيكتور أوربان من المجر وكيم جونج أون من كوريا الشمالية .
وأفاد مساعد سابق في البيت الأبيض أن ترامب قال ذات مرة إن أدولف هتلر - الذي قتل نظامه النازي 6 ملايين يهودي خلال الهولوكوست وسط الحرب العالمية الثانية - "فعل بعض الأشياء الجيدة".
في هذه الأثناء، أعد مشروع 2025 التابع لمؤسسة التراث المحافظة خططا مفصلة تهدف إلى الانتقام من أعداء ترامب الفعليين والمتصورين - سواء كانوا سياسيين أو بيروقراطيين - في حالة إعادة انتخابه.
ويحذر خبراء الاستبداد الجمهور من أخذ ترامب على محمل الجد عندما يتحدث بهذه الطريقة. وقبل أن يوقف جو بايدن حملته لإعادة انتخابه في 21 يوليو ويؤيد كامالا هاريس لخلافته في المكتب البيضاوي، سعى الرئيس الديمقراطي مرارًا وتكرارًا إلى تصوير ترامب باعتباره تهديدًا وجوديًا للديمقراطية الأمريكية.
حاول أنصار ترامب إلقاء اللوم على هذا الخطاب في محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت الرئيس السابق في تجمع سياسي في بنسلفانيا في 13 يوليو. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي يوم الجمعة إن رصاصة - سواء كانت كاملة أو مجزأة - أصابت ترامب في إحدى أذنيه أثناء إطلاق النار في ذلك اليوم، مما أسفر أيضًا عن مقتل أحد المشاركين في التجمع وإصابة اثنين آخرين من المتفرجين قبل أن يطلق قناص من الخدمة السرية النار على المسلح حتى الموت.
ومع ذلك، أشار كثيرون إلى أن تصريحات ترامب يوم الجمعة بدت وكأنها إشارة إلى أن المرشح الجمهوري للرئاسة ليس لديه خطط للتوقف عن إطلاق التهديدات الصريحة ضد المعايير الديمقراطية، بما في ذلك الانتخابات نفسها.
وكتب المعلق السياسي الليبرالي كيث أولبرمان، عبر منصة التواصل الإجتماعي إكس في منشور يحتوي على مقطع فيديو لتصريحات الرئيس السابق يوم الجمعة: "لقد ألغى ترامب للتو انتخابات عام 2028".
وأضافت كاتي باييت، مديرة الاتصالات لدى السيناتور الأمريكي الديمقراطي مارتن هاينريش من نيو مكسيكو، في منشور منفصل عبر منصة إكس: "عندما نقول إن ترامب يشكل تهديدًا للديمقراطية، فهذا هو بالضبط ما نتحدث عنه".
