أعمال تخريبية.. ماذا حدث للقطارات فائقة السرعة في فرنسا؟
عبده حسن مصر 2030في ساعة متأخرة من الليل، رصد عمال الصيانة في شركة السكك الحديدية الفرنسية مجموعة من الأشخاص المشتبه فيهم بالقرب من خط السكة الحديدية خارج قرية فيرجيني بمقاطعة يون.
وقد أثار هذا المشهد غير المتوقع قلق العمال ودفعهم للاتصال بالشرطة عندما فر المتسللون في الظلام.
حيث تعتبر هذه الحادثة جزءًا من سلسلة من الهجمات التخريبية على شبكة السكك الحديدية الفرنسية، حيث تركت بقايا الأجهزة الحارقة في مواقع الجريمة.
ووصفت هذه الهجمات بأنها تهدف إلى "زعزعة الاستقرار والتخريب وتشويه صورة فرنسا" في الفترة التي تسبق حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس.
وقد اعتمد مشعلو الحرائق على أساليب بدائية تتمثل في إشعال النيران لتدمير كابلات الألياف الضوئية في صناديق الإشارات على طول خطوط السكك الحديدية عالية السرعة.
فعلى الرغم من بساطة الأساليب، إلا أن الأضرار كانت جسيمة، مما أثر على البنية التحتية للنقل وثقة البلاد في استعداداتها الأمنية.
وأكد جان بيير فاراندو، الرئيس التنفيذي لشركة السكك الحديدية الفرنسية، أن إصلاح الكابلات المتضررة يعد مهمة أمنية ضخمة ودقيقة.
وأعلن عن تعزيز الإجراءات الأمنية حول البنية التحتية للسكك الحديدية بالتنسيق مع قوات الأمن.
ورغم تأكيدات كبار السياسيين الفرنسيين بأن الهجمات غير مرتبطة بحفل افتتاح الألعاب الأولمبية، تأثرت خطط السفر لعدد من الشخصيات البارزة مثل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وقد اضطرت شركة يوروستار لإلغاء عدد من رحلاتها.
حيث تسعى المدعية العامة في باريس، لور بيكو، إلى تجميع أجزاء اللغز، وأعلنت عن تولي التحقيق في "كل الأضرار المتعمدة التي لحقت بمواقع شركة السكك الحديدية الوطنية الفرنسية".
وأعرب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين عن أمله في إجراء اعتقالات سريعة.
وأصدر رئيس الوزراء غابرييل أتال كلمات تحذيرية بشأن التكهنات حول هوية مرتكبي الجرائم ودوافعهم، مشددًا على ضرورة توخي الحذر.
وأثارت تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، التي زعم فيها أن الهجوم من عمل وكلاء إيرانيين، جدلاً واسعًا.
وظهرت نظريات أخرى تشير إلى أن الهجمات قد تكون محاولة لزعزعة الاستقرار من قبل جهات روسية أو جماعات أناركية يسارية متطرفة.
وأشارت تقارير إلى تورط كيريل جريزنوف، طاهٍ ونجم تلفزيون الواقع، في التخطيط لهجمات واسعة النطاق.