إسرائيل تُجهض دعوى أمريكية بشأن «بيغاسوس».. ما القصة؟
عبده حسن مصر 2030كشفت ملفات مسربة أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت خطوات غير اعتيادية لحماية أسرار برنامج التجسس "بيغاسوس"، الذي يعد واحدًا من أكثر أدوات القرصنة شهرة في العالم، من دعوى قضائية أميركية قدمتها شركة واتساب.
وتضمنت الإجراءات مصادرة وثائق من شركة NSO، المصنعة للبرنامج، لمنع الامتثال لمطالب المحكمة الأمريكية.
فمنذ أواخر عام 2019، تواجه شركة NSO دعوى قضائية من واتساب التي اتهمتها باستخدام ثغرة أمنية في خدمة الرسائل لاستهداف أكثر من 1400 مستخدم في 20 دولة.
ونفت NSO هذه المزاعم، لكن الوثائق تشير إلى أن إسرائيل تدخلت لمنع الكشف عن تفاصيل حساسة بشأن برنامج بيغاسوس، الذي يسمح باختراق الهواتف الذكية واستخراج البيانات منها.
وفي يوليو 2020، استولى مسؤولون إسرائيليون على وثائق وأجهزة كمبيوتر من مكاتب NSO بعد مناقشات حول كيفية الرد على مطالب واتساب بتسليم معلومات حول برامج التجسس.
حيث تم الأمر بموجب قرار محكمة إسرائيلية صدر بسرية، حيث مُنعت NSO من الكشف عن أي معلومات دون إذن من السلطات الإسرائيلية.
وقد أدى التدخل الإسرائيلي إلى عرقلة قدرة واتساب على إجبار NSO على تسليم معلومات بالغة الأهمية، مما أثر على مسار الدعوى القضائية في المحكمة الفيدرالية في شمال كاليفورنيا.
كما قدمت NSO فقط 17 وثيقة داخلية، بينما كانت واتساب تسعى للحصول على مجموعة واسعة من المعلومات التفصيلية حول أنشطة الشركة وعملائها.
وقال متحدث باسم NSO إنها ملتزمة بالقانون ولا تستطيع التعليق على أسئلة حول المصادرة.
من جانبه، رفضت وزارة العدل الإسرائيلية الادعاء بأنها أعاقت الإجراءات القانونية. وأوضح سكوت هورتون، المحامي الأمريكي، أن هذه الإجراءات غير معتادة بالنسبة لكيان خاص، مشيرًا إلى أن NSO جزء لا يتجزأ من المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية.
وتكشف هذه القضية عن العلاقات الوثيقة بين الحكومة الإسرائيلية وشركة NSO، وكيفية حماية المعلومات الحساسة المتعلقة بأمن الدولة حتى في مواجهة الإجراءات القانونية الدولية.
فالتدخل الإسرائيلي يعكس الأهمية الكبيرة لبرنامج بيغاسوس وتأثيره على الأمن والدبلوماسية.