بعد حرب خان يونس الدامية.. أين يذهب أهالي غزة؟
شن الجيش الإسرائيلي هجوما جديدا على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل 70 شخصا على الأقل وفقا لمصادر طبية، بعد أن أمر الفلسطينيين بمغادرة عدة أحياء بما في ذلك المناطق التي خصصها الجيش كجزء من منطقة إنسانية.
وقدرت الدفاع المدني الفلسطيني في المنطقة أن 400 ألف شخص لجأوا إلى المدينة تأثروا بالأمر، بما في ذلك الجزء الشرقي من المواصي، وهو شريط رملي من الأرض بدون بنية تحتية حيث لجأ الفلسطينيون إلى مخيمات الخيام في الأشهر الأخيرة.
وزعم الجيش أن حماس في خان يونس وجزء من المواصي يستخدمون المنطقة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وقالت القوات المسلحة إنها تقوم بتعديل حدود المنطقة الإنسانية المخصصة في المواصي لإبعاد السكان المدنيين عن مناطق القتال.
وأوضح مسؤولون صحيون في غزة، أن القتلى والجرحى أصيبوا في الهجمات على خان يونس ومحيطها، وإن من المرجح أن يكون هناك المزيد من الضحايا الذين دفنوا تحت الأنقاض أو تركوا على جوانب الطرق لأن سيارات الإسعاف لم تتمكن من الوصول إليهم.
وقال مسعفون في غزة إن أشخاصا قتلوا أيضا بنيران الدبابات في بلدة بني سهيلا وبلدات أخرى على أطراف الجانب الشرقي من خان يونس، كما تعرضت المنطقة لقصف جوي أيضا، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على عدد القتلى.
وقالت إن القوات استهدفت أكثر من "30 موقعا للبنية التحتية للإرهاب" في خان يونس. وأضافت أن الطائرات الحربية الإسرائيلية ضربت أيضا منشأة لتخزين الأسلحة ونقاط مراقبة وأعمدة أنفاق ومنشآت يستخدمها مسلحو حماس.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن سلسلة من القصف العنيف بدأت فور إلقاء قوات الاحتلال منشورات تطالب المواطنين بإخلاء منازلهم، وتصاعدت أعمدة الدخان فوق أسطح المنازل المدمرة في المدينة
وتوافد الجرحى على مستشفى ناصر في خانيونس، وسط نداء من المستشفى للتبرع بالدم، وقال محمد صقر المتحدث باسم مستشفى ناصر، إن المستشفى غارق في الحالات، وإنه يعالج المرضى وسط نقص الإمدادات.
وأضاف "هناك عشرات الحالات على الأرض، وليس لدينا أسرة لوضع المرضى عليها... نحن نسبح في بركة من الدماء".
لقد دمر القتال العنيف الذي دار في الأشهر التي سبقت غارات يوم الاثنين أجزاء كبيرة من مدينة خان يونس، ولكن مئات الآلاف من الناس عادوا إلى الخيام في الجزء الشرقي من المدينة بعد أن نزحوا من أجزاء أخرى من غزة. وأظهرت الصور من خان يونس فلسطينيين يفرون من المنطقة في سيارات وعربات تجرها الحمير، مستخدمين أي وسيلة يمكنهم العثور عليها للهروب.
وأكد الفلسطينيون في القطاع والأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية الأخرى أنه لم يعد هناك مكان آمن في غزة، وأن المناطق التي تم تحديدها كمناطق آمنة إنسانية لا تزال مستهدفة. وأسفرت غارة على المواصي في وقت سابق من هذا الشهر عن مقتل 90 شخصا على الأقل وإصابة المئات عندما قالت القوات الإسرائيلية إنها استهدفت رئيس الجناح العسكري لحماس.
استشهد أكثر من 39 ألف شخص في الهجوم الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي، عندما هاجم مسلحو حماس الأراضي الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية أيضًا إن أكثر من 89 ألف شخص أصيبوا الآن بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية المكثفة عبر القطاع في الأسابيع الأخيرة.
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار بشكل متكرر على قافلة للأمم المتحدة متجهة إلى مدينة غزة اليوم.
