كيف تفاعل زعماء العالم مع قرار بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي الأمريكي؟
بدأ زعماء من مختلف أنحاء العالم في الرد على إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنه لن يسعى لإعادة انتخابه هذا العام، حيث أيدوا نائبة الرئيس كامالا هاريس في الحملة الرئاسية الأمريكية الأكثر غرابة.
وأشاد حلفاء الولايات المتحدة إلى حد كبير بعمل بايدن على مدار عقود من الخدمة الحكومية، وناقشوا عمله كشريك في الأمن الدولي، دون التطرق إلى النقاش السياسي المتوتر الذي لا يزال يتكشف في الولايات المتحدة.
وتأتي الحملة الانتخابية الأمريكية في لحظة محورية مع استمرار الصراعات الكبرى في أوكرانيا وغزة، وتحذير كلا الحزبين من التنافس المتزايد بين القوى العظمى مع الصين، وانزعاج الحلفاء الأوروبيين من روسيا الانتقامية وسياسة أمريكا أولا المحتملة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والتي قد تؤدي إلى تراجع واشنطن عن القارة.
وكتب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك على منصة التواصل الإجتماعي إكس: "عزيزي الرئيس جو بايدن، لقد اتخذت العديد من القرارات الصعبة التي بفضلها أصبحت بولندا وأمريكا والعالم أكثر أمانًا، وأصبحت الديمقراطية أقوى. أعلم أنك كنت مدفوعًا بنفس الدوافع عند الإعلان عن قرارك النهائي. ربما كان القرار الأكثر صعوبة في حياتك".
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه "يحترم" قرار بايدن ووصف مسيرته بأنها "رائعة" .
وأضاف ستارمر في بيان: "أحترم قرار الرئيس بايدن وأتطلع إلى أن نعمل معًا خلال ما تبقى من رئاسته". "أعلم أنه، كما فعل طوال حياته المهنية الرائعة، سيتخذ قراره بناءً على ما يعتقد أنه الأفضل للشعب الأمريكي.
وكتب المستشار الألماني أولاف شولتز، على منصة التواصل الإجتماعي إكس : "لقد حقق صديقي جو بايدن الكثير: لبلاده، ولأوروبا، وللعالم. بفضله، أصبح التعاون عبر الأطلسي وثيقًا، وحلف شمال الأطلسي قويًا والولايات المتحدة شريك جيد وموثوق به لنا. إن قراره بعدم الترشح مرة أخرى يستحق الاحترام".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي التقى بايدن في قمة الناتو الأسبوع الماضي بينما تمر البلاد بعامها الثالث من الحرب مع روسيا، إن أوكرانيا "ممتنة للرئيس بايدن على دعمه الثابت لنضال أوكرانيا من أجل الحرية، والذي كان ولا يزال حاسما، إلى جانب الدعم القوي من الحزبين في الولايات المتحدة".
وفي حين أن بنيامين نتنياهو، الذي من المتوقع أن يصل إلى واشنطن هذا الأسبوع، لديه علاقة متوترة بشكل متزايد مع بايدن، كتب مسؤولون إسرائيليون بارزون آخرون بشكل إيجابي عن القرار.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت بايدن بأنه "صديق حقيقي" لإسرائيل. كما شكر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بايدن على "دعمه الثابت لإسرائيل على مر السنين. لقد كان دعمك الثابت، وخاصة أثناء الحرب، لا يقدر بثمن. نحن ممتنون لقيادتك وصداقتك".
وانتقد خصوم الولايات المتحدة سجل بايدن واتهموه بالوقوف وراء التوترات المتزايدة في جميع أنحاء العالم.
وقال زعيم مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، وهو حليف لفلاديمير بوتن: "لقد تسبب بايدن في مشاكل في جميع أنحاء العالم وفي بلده الولايات المتحدة. وبما أنه يرى أنه لن يتم انتخابه، فإنه ينسحب دون انتظار الانتخابات.
وبين فولودين أن بايدن "يجب أن يتحمل المسؤولية عن الحرب التي اندلعت في أوكرانيا، وتدمير اقتصادات الدول الأوروبية، وسياسة العقوبات ضد روسيا ودول أخرى".
وقال نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي كونستانتين كوسياشوف: "لم تكن القضية بايدن منذ فترة طويلة. إن الأميركيين منقسمون في مواقفهم لصالح ترامب أو ضده. وأعتقد أنه بغض النظر عمن يقود حملة
الديمقراطيين بعد انسحاب بايدن، فإن هذا الانقسام سيبقى قائما. وسيعتمد كل شيء على كيفية تنظيم الجمهوريين لهذه الحملة واستكمالها".
وحرص بعض الذين شاركوا في الإشادة ببايدن على الحفاظ على حيادهم في الانتخابات المقبلة.
وكتب رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا: "لا شك أن هذا القرار اتخذه رجل دولة خدم بلاده لعقود من الزمان. إنها خطوة مسؤولة وصعبة على المستوى الشخصي، ولكنها ذات قيمة أكبر. وأنا أعقد آمالي للولايات المتحدة على أن يخرج رئيس جيد من المنافسة الديمقراطية بين مرشحين قويين ومتساوين".
