سباق البيت الأبيض.. هل اقترب بايدن من الانسحاب؟
عبده حسن مصر 2030تشهد الساحة السياسية الأمريكية تطورات متسارعة ومفاجئة بشأن إمكانية تنحي الرئيس جو بايدن عن الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة.
وتأتي هذه التطورات في ظل تقارير متعددة تشير إلى تزايد الضغوط على بايدن من داخل حزبه لإعادة النظر في قراره بالبقاء كمرشح ديمقراطي، خاصة بعد تزايد الشكوك حول قدرته على هزيمة منافسه الجمهوري دونالد ترامب.
حيث ذكرت تقارير حديثة أن الرئيس جو بايدن أصبح أكثر انفتاحًا على سماع الحجج التي تطالبه بالتنحي عن منصبه كمرشح رئاسي ديمقراطي.
وهذا التحول جاء بعد أن أبلغه زعيما الحزب الرئيسيان في الكونجرس، تشاك شومر وحكيم جيفريز، أنهما يشككان في قدرته على هزيمة دونالد ترامب، ورغم إصرار بايدن المستمر على أنه سيكون مرشح الحزب في الانتخابات المقبلة، فإنه بدأ في طرح أسئلة حول بيانات استطلاعات الرأي السلبية ومدى قدرة نائبة الرئيس، كامالا هاريس، على تحقيق أداء أفضل في حال انسحابه.
وقد تزامنت هذه المؤشرات مع إصابة بايدن بفيروس كوفيد-19، مما أجبره على عزل نفسه وتقليص زيارة حملته إلى نيفادا، هذا الأمر أضاف مزيدًا من الشكوك حول قدرة بايدن على مواصلة حملته الانتخابية بفعالية.
حيث أظهرت بيانات استطلاعات الرأي الأخيرة أن بايدن يتخلف الآن عن ترامب بنقطتين في ولاية فيرجينيا، التي فاز بها بفارق 10 نقاط في انتخابات 2020.
وهذا التراجع في الشعبية دفع العديد من الديمقراطيين الرئيسيين، بما في ذلك الرئيس السابق باراك أوباما، إلى الدعوة لتنحي بايدن.
فقد أجرى تشاك شومر محادثة مباشرة مع بايدن، حيث أكد له أنه سيكون من الأفضل انسحابه من السباق الرئاسي.
ورغم نفي شومر لتفاصيل المحادثة، فإنها أثرت على تأخير تحرك اللجنة الوطنية الديمقراطية لتنظيم نداء إلكتروني مبكر للمندوبين، مما أتاح مزيدًا من الوقت للمعارضة لتنظيم نفسها.
من جهتها، أخبرت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة، بايدن بأن استطلاعات الرأي تظهر عدم قدرته على هزيمة ترامب، مما قد يدمر فرص الديمقراطيين في استعادة السيطرة على المجلس.
ورغم رد بايدن بقوة خلال المحادثة، إلا أن الضغوط المتزايدة عليه كانت واضحة.
وأشار تقرير لصحيفة واشنطن بوست إلى أن باراك أوباما أخبر حلفاءه بأن طريق بايدن لإعادة انتخابه قد تضاءل بشكل كبير، ودعاه إلى إعادة النظر في جدوى حملته.
كما دعا جيمي راسكين، عضو الكونجرس، بايدن إلى التشاور مع زملائه الديمقراطيين حول الاستمرار في حملته الانتخابية، مشبهًا إياه بلاعب بيسبول متعب.
وفي إشارة أخرى لضعف حملة بايدن، أبلغ جيفري كاتزنبرج، أحد مستشاري بايدن، أن المانحين توقفوا عن تقديم الأموال لحملته.
هذه العوامل الثلاثة (استطلاعات الرأي، المال، والولايات) تتحرك في الاتجاه الخاطئ بالنسبة لبايدن.
ورغم تأكيد أنصار بايدن على استمراره في السباق الانتخابي، فإن الضغوط المتزايدة من داخل الحزب الديمقراطي تشير إلى احتمال حدوث تغييرات كبيرة في الأيام المقبلة.
حيث تتزايد الدعوات لتنحي بايدن لصالح مرشح آخر قادر على مواجهة ترامب بفعالية، مما يجعل الساحة السياسية مفتوحة على جميع الاحتمالات.