ما حجم التحديات التي تواجه إعادة إعمار غزة في ظل اشتداد الحرب؟
عبده حسن مصر 2030أظهرت دراسة حديثة للأمم المتحدة حجم التحديات التي تواجه إعادة إعمار غزة بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير.
حيث تشير الدراسة إلى أن إزالة الأنقاض الناتجة عن الهجوم قد تستغرق ما يزيد عن 15 عامًا، بميزانية تتراوح بين 500 و600 مليون دولار.
وبحسب التقييم الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تضرر أكثر من 137 ألف مبنى في غزة، ما يعادل نصف إجمالي المباني في المنطقة.
وأوضح التقييم أن ربع هذه المباني دمر بشكل كامل، فيما تعرض نحو 10% منها لأضرار جسيمة، وثلثها لأضرار متوسطة.
حيث يضاف إلى ذلك الحاجة لإنشاء مواقع ضخمة لدفن الأنقاض تتراوح مساحتها بين 250 و500 هكتار، اعتمادًا على مقدار ما يمكن إعادة تدويره.
ففي مايو الماضي، أشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن إعادة بناء المنازل المدمرة قد تستغرق حتى عام 2040 في أفضل السيناريوهات، بتكلفة إجمالية قد تصل إلى 40 مليار دولار.
وخلصت التقارير إلى أن النزاع الأخير قد يؤدي إلى تدهور مستوى الصحة والتعليم والثروة في غزة إلى مستويات تعود إلى عام 1980، مما يمحو 44 عامًا من التنمية.
وأفاد مسؤول في الأمم المتحدة بأن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في غزة هائلة، حيث لم يسلم أي مبنى في مدينة خان يونس جنوب القطاع من الضرر.
حيث تغيرت تضاريس المدينة بسبب القنابل التي تزن 2000 رطل، مما أدى إلى تشكل تلال جديدة في المنطقة، وتعرضت المدارس والمرافق الصحية والطرق وشبكات الصرف الصحي لأضرار جسيمة.
فعلى الرغم من ترحيب المسؤولين بزيادة قدرة محطة تحلية المياه الرئيسية في غزة، إلا أن تضرر معظم الأنابيب جعل توزيع المياه صعبًا.
وأشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن التكلفة المحتملة لإعادة الإعمار تتضاعف مع مرور الوقت.
كما أوضحت وكالة الدفاع المدني أن جبال الأنقاض مليئة بالذخائر غير المنفجرة، مما يؤدي إلى وقوع انفجارات أسبوعية تسبب المزيد من الوفيات والإصابات.
وذكر بير لودهامر، الرئيس السابق لخدمة الأمم المتحدة لإزالة الألغام في العراق، أن حوالي 10% من الأسلحة لا تنفجر عند إطلاقها، ويجب إزالتها بواسطة فرق متخصصة.
وأكد أن 65% من المباني المدمرة في غزة سكنية، مما يجعل عملية تطهيرها وإعادة بنائها بطيئة وخطيرة بسبب التهديد المستمر للذخائر غير المنفجرة.
والجدير بالذكر أن الحرب بدأت عندما شنت حماس هجوماً مفاجئاً على جنوب إسرائيل في أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 250 آخرين.
ووفقًا لمسؤولين فلسطينيين، فقد قُتل أكثر من 38 ألف شخص في الهجوم الإسرائيلي على غزة حتى الآن، وإن إعادة إعمار غزة تتطلب جهودًا كبيرة وميزانيات ضخمة، وستواجه تحديات متعددة نتيجة الأضرار الواسعة النطاق والذخائر غير المنفجرة.