ماذا وراء زيارة الرئيس الأوكراني لبريطانيا وأيرلندا؟
عبده حسن مصر 2030تتجه الأنظار إلى الزيارة المرتقبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المملكة المتحدة وأيرلندا، حيث سيشارك في مناقشات حيوية مع القادة الأوروبيين حول الأمن الأوروبي والديمقراطية، إضافة إلى تعزيز دعم أوكرانيا في ظل التوترات المستمرة مع روسيا.
فمن المتوقع أن يسافر زيلينسكي الأسبوع المقبل إلى المملكة المتحدة لإلقاء كلمة أمام القادة الأوروبيين في قصر بلينهايم.
والاجتماع الذي يعتبر الرابع للمجموعة السياسية الأوروبية، يشكل فرصة مهمة لمناقشة أوضاع أوكرانيا والأمن الأوروبي.
فالجدير بالذكر أن المجموعة السياسية الأوروبية انطلقت بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022 بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وسيقوم زيلينسكي بأول زيارة له إلى أيرلندا صباح يوم السبت، حيث من المقرر أن يلتقي برئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس في مطار شانون بمقاطعة كلير.
وأيرلندا، التي تتبنى سياسة الحياد العسكري منذ فترة طويلة، تقدم مساعدات غير قاتلة مثل إزالة الألغام الأرضية إلى أوكرانيا من خلال الاتحاد الأوروبي.
فمن المتوقع أن تعلن أيرلندا عن مزيد من الدعم لجهود أوكرانيا لإعادة ما يقدر بنحو 20 ألف طفل تم نقلهم قسراً إلى روسيا وبيلاروسيا.
وقد التقى زيلينسكي بكير ستارمر في قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن الأسبوع الماضي، وهذه ستكون فرصته الأولى للقاء وفد أوسع من حكومة حزب العمال في المملكة المتحدة.
فالدعم المستمر من المملكة المتحدة لأوكرانيا سيكون محورًا رئيسيًا في هذه الزيارة.
ويعد مؤتمر الخميس فرصة مهمة لستارمر لاستضافة ما يصل إلى 50 من القادة الأوروبيين، واستعادة الثقة في المملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
فالدول المدعوة تشمل غير أعضاء الاتحاد الأوروبي مثل النرويج وأيسلندا وجورجيا وكوسوفو وصربيا وألبانيا وتركيا.
ولا تزال الحرب الوحشية التي تشنها روسيا تؤثر على مختلف أنحاء قارتنا، فيما تستمر عصابات التهريب الشريرة بنقل الأبرياء في رحلات خطيرة تنتهي غالباً بالمآسي.
وقد أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستغير طريقة تعاملها مع شركائها الأوروبيين من خلال العمل بشكل تعاوني لمواجهة هذه التحديات الكبيرة.
وصرح رئيس الوزراء هاريس بأن العمل سيبدأ في اجتماع المجتمع السياسي الأوروبي يوم الخميس.
وتعهد هاريس بدعم المملكة المتحدة على المستوى الأوروبي وأمر وزرائه بزيادة التواصل مع نظرائهم في لندن.
كما سيقوم ستارمر بعدة محادثات ثنائية، تشمل لقاءً مع هاريس في تشيكرز ليلة الأربعاء، ومن المتوقع أن يعقد اجتماعاً منفصلاً مع الرئيس الفرنسي ماكرون يوم الخميس.
وسيستمع إلى آراء قادة الاتحاد الأوروبي حول اتفاقية الأمن والدفاع الجديدة مع المملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
كما ستسيطر قضية أوكرانيا على المناقشات العامة مع القادة، الذين سيدعون بعد ذلك للانضمام إلى ثلاث مجموعات عمل تركز على الدفاع والديمقراطية، وستشمل هذه الجلسات مناقشات حول أزمة التضليل، الطاقة، والهجرة.
ويبدو أن الرئيس الفرنسي ماكرون عازم على استغلال المناسبة لإرسال رسالة دعم قوية لأوكرانيا من الاتحاد الأوروبي في مواجهة التهديدات المتجددة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، والتصريحات المتشائمة من الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف الذي ندد بوعد قمة الناتو بدعم عضوية أوكرانيا في المستقبل.
وتشهد القمة إجراءات أمنية مشددة، تشمل فرض قيود على المجال الجوي فوق قصر أوكسفوردشاير في الفترة من 14 إلى 18 يوليو.
وستطبق الشرطة هذه القيود باستخدام طائرات بدون طيار وخدمة الشرطة الجوية، وفقاً لشرطة وادي التايمز.