حملات سياسية ومقاطعة في مجالات عدة.. كيف تسببت حرب غزة في زيادة عزلة إسرائيل عن العالم؟
مارينا فيكتور مصر 2030نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، تقريرًا مطولاً، رصد تزايد مقاطعة إسرائيل بمجالات أكاديمية واقتصادية وعسكرية وثقافية بعد حرب غزة.
وحظيت الحملات المؤيدة للفلسطينيين من أجل مقاطعة عالمية ضد إههسرائيل بدعم كبير بعد حرب غزة، ونما الدعم لعزل إسرائيل واتسع نطاقه إلى ما هو أبعد من المجهود الحربي الإسرائيلي.
وبحسب التقرير، فإن تزايد المقاطعة قد ينعكس سلبا على عدة قطاعات، ويضر بالأعمال التجارية ويثقل كاهل اقتصاد دولة يبلغ تعداد سكانها نحو تسعة ملايين نسمة، وتعتمد على التعاون الدولي والدعم للدفاع والتجارة والبحث العلمي.
التعليم
أوصت لجنة الأخلاقيات في جامعة جينت في بلجيكا بإنهاء التعاون البحثي مع المؤسسات الإسرائيلية في أواخر مايو، مشيرة إلى أن التعاون البحثي للجامعة يشمل البحث في مرض التوحد ومرض الزهايمر وتنقية المياه والزراعة المستدامة.
وقالت اللجنة: "تطور المؤسسات الأكاديمية تكنولوجيا لأجهزة الأمن يتم استخدامها لاحقا في انتهاكات حقوق الإنسان، وتوفر التدريب للجنود وعناصر أجهزة الأمن، الذين يسيئون استخدام هذه المعرفة لاحقا في انتهاكات حقوق الإنسان".
ودعت اللجنة أيضا إلى تعليق مشاركة إسرائيل في جميع أنحاء أوروبا في برامج البحث والتعليم، والتي تعتمد غالبا على تمويل الاتحاد الأوروبي.
وقال مسؤولون إنه إذا استجاب الشركاء الأوروبيون للدعوة، "فإن هذا سيكون بمثابة ضربة هائلة لقدرة إسرائيل على إجراء البحوث العلمية الأكاديمية".
حملات سياسية وقانونية
اعتبر خبراء القانون، أن موجة الحملات السياسية والقانونية الجديدة ضد إسرائيل غير مسبوقة، وتشمل ذلك التحركات ضد إسرائيل وزعمائها في محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
واعتقدوا أن إسرائيل ستتحول قريبًا إلى دولة منبوذة مما يعني أن العديد من الشركات لن تفكر بالاستثمار في إسرائيل، وأن عدة جامعات لن تفكر بالتعاون مع المؤسسات الإسرائيلية.
ولم يصبح الإسرائيليون في موضع ترحيب من العديد من الجامعات الأوروبية، بما في ذلك المشاركة في التعاون العلمي، وأصبحت مشاركتهم في المؤسسات الثقافية ومعارض الدفاع ممنوعة بشكل متزايد.
إلغاء المشاركة بمعرض دفاعي
ومنعت تشيلي الشركات الإسرائيلية من المشاركة في أكبر معرض للطيران والفضاء في أمريكا اللاتينية في مارس، وتبع ذلك الحظر الفرنسي في يونيو.
وتسبب ذلك في معاناة قطاع الصادرات الدفاعية الإسرائيلي، الذي كان مزدهرًا قبل الحرب، مع مبيعات قياسية بلغت 13 مليار دولار في عام 2023.
وفي يونيو الماضي، طلبت فرنسا من إسرائيل سحب مشاركتها في معرض ضخم للأسلحة الدفاعية، بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة، حسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان".
ونقلت الهيئة عن مصادر إسرائيلية وفرنسية تأكيداتها على إلغاء المشاركة.
وقالت وزارة الدفاع الفرنسية لرويترز: "لم تُستوف الشروط لاستضافة شركات إسرائيلية في المعرض، في الوقت الذي يدعو فيه الرئيس إسرائيل إلى وقف عملياتها في رفح".
ومعرض "Eurosatory" يعتبر من أكبر معارض الأسلحة في أوروبا، وأقيم في باريس خلال الفترة بين 17 و21 يونيو الماضي.
تأثير طويل الأجل
وفي يونيو أيضا، قالت صحيفة "هآرتس" إن العالم بدأ يفقد صبره من سلوك إسرائيل في حرب غزة ويتخذ خطوات اقتصادية تضر بالمستهلكين المحليين وسيكون تأثيرها طويل الأمد على البلاد.
قالت صحيفة "هآرتس" إن العالم بدأ يفقد صبره على سلوك إسرائيل في حرب غزة ويتخذ خطوات اقتصادية تضر بالمستهلكيين المحللين.
وفي الأشهر الماضية، تعرضت إسرائيل لانتكاسات عديدة بسبب قرارات في الخارج تضرب "دولة الشركات الناشئة"، وهي نقطة جذب للاستثمارات في جميع أنحاء العالم.
ويخلق ذلك شعورًا بأن شركات متعددة الجنسيات ودولاً أوروبية تعتقد أنها بحاجة إلى معاقبة إسرائيل، أو على الأقل الحفاظ على مسافة منها، بحسب الصحيفة.
الاعتراف بفلسطين
وعلى الجبهة الدبلوماسية، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا الشهر الماضي اعترافها بدولة فلسطينية، وتدرس دول أوروبية أخرى تحركاتها ويمكن أن تحذو حذوها.
وفي إجراء مثير للغضب، ذكرت حكومة جزر المالديف أنه لن يسمح للإسرائيليين بدخول البلاد بعد الآن، على خلفية حرب غزة.
تركيا توقف التصدير
وفرض الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، مقاطعة على تصدير البضائع والمواد الخام إلى إسرائيل، فيما قال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إن إسرائيل ستلغي اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا وستفرض أيضا رسوما جمركية بنسبة 100 في المئة على الواردات الأخرى من تركيا ردًا على قرار إردوغان وقف الصادرات إلى إسرائيل.
مقاطعة ثقافية
.وقع أكثر من 1000 فنان اسكندنافي على عريضة غير ناجحة لمنع إسرائيل من المشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن).
ومثلت المغنية، إيدن جولان، إسرائيل في النهائي في السويد في مايو، حيث احتلت المركز الخامس بعد أداء أغنية قالت إنها مستوحاة من هجوم 7 أكتوبر.
وقال أحد أعضاء لجنة التحكيم النرويجية إنه لم يمنح أي نقاط لإسرائيل بسبب أفعالها في غزة، وهو انتهاك لقواعد مسابقة يوروفيجن التي تحظر على المحكمين الحكم على أساس جنسية المشارك.
كما أن بعض الفنانين المبدعين في الخارج يقاطعون إسرائيل، منذ بداية الحرب، ورفض بضع عشرات من المؤلفين، معظمهم أمريكيون، ترجمة كتبهم إلى العبرية وبيعها في إسرائيل.