بعد تصريحات أردوغان.. العلاقات التركية السورية إلى أين؟
عبده حسن مصر 2030في ظل التحولات السياسية والتغيرات الجيوسياسية في المنطقة، يبرز توجه جديد في العلاقات التركية السورية، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعرب عن استعداده لدعوة الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة تركيا، مما يعكس رغبة في فتح قنوات جديدة للحوار وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
أثناء رحلة عودته من كازاخستان، قال أردوغان للصحفيين إن "الهدوء الأخير على الأرض في سوريا يمكن أن يفتح الباب أمام السلام من خلال سياسات ذكية وأساليب موجهة نحو الحلول وخالية من التحيزات".
وهذه التصريحات تأتي في وقت بدأت فيه إمكانية استئناف الحوار بين أنقرة ودمشق تلوح في الأفق، مما يعزز الأمل في حل النزاع السوري بطرق سلمية.
فقد التقى أردوغان مع بوتين على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون، حيث ناقش الزعيمان الوضع في سوريا من بين قضايا أخرى.
وأضاف أردوغان: سنقف دائمًا إلى جانب سوريا المزدهرة والموحدة والشاملة التي تحتضن بعضها البعض على أساس عقد اجتماعي جديد، مشيرًا إلى المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة لصياغة دستور جديد لسوريا.
وتصريحات أردوغان لم تكن محل ترحيب لدى الجميع، حيث نظمت جماعات المعارضة السورية المدعومة من تركيا مظاهرات حاشدة ضد توجهات الحكومة التركية.
فهذه المظاهرات، التي وقعت في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون شمال سوريا، أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي تصريحاته، رحب الأسد بجميع مبادرات المصالحة مع تركيا، مشيرًا إلى جهود الحكومة العراقية في هذا الشأن.
حيث تعثرت المحادثات المباشرة بوساطة روسية بين مسؤولين أتراك وسوريين رفيعي المستوى، حيث طالبت الحكومة السورية بانسحاب القوات التركية من البلاد.
وتخشى أنقرة من أن يؤدي انسحاب قواتها إلى خلق فراغ في السلطة يمكن أن تملأه القوات الديمقراطية السورية المتحالفة مع الولايات المتحدة والتي يقودها الأكراد.
وتعتبر تركيا هذه القوات تهديدًا كبيرًا لأمنها القومي بسبب المشكلة الكردية المستمرة منذ عقود.
فالدافع الرئيسي لتركيا لاستئناف المحادثات مع الأسد هو سحق منطقة الحكم الذاتي التي يقودها الأكراد في شمال وشرق سوريا، وكذلك ضمان عودة بعض اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
وتستضيف تركيا أكثر من 3.2 مليون سوري مسجل، مما يشكل تحديًا كبيرًا للحكومة التركية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
ويعكس التقارب بين تركيا وسوريا تغيرًا في الديناميكيات السياسية في المنطقة، ويأمل العديد أن يكون هذا التقارب خطوة نحو تحقيق السلام والاستقرار في سوريا، وتبقى التحديات كبيرة، ولكن الحوار المفتوح بين الأطراف المعنية يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية على المدى الطويل.