هل تتأهب إسرائيل لعملية برية في لبنان قريبًا؟
عبده حسن مصر 2030وسط جهود دولية مكثفة للحيلولة دون نشوب حرب بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله جنوبي لبنان، إلا أن الأول أعلن عن أنه سيبدأ بعملية برية في جنوب لبنان.
ووسط تلك المخاوف رأى بعض المحللون أن التخطيط لحرب شاملة مع حزب الله سيكون "فكرة سيئة"، وذلك لأن مثل هذه الحرب ستخلف دمارا شاملًا.
وأكدت صحيفة "بيلد" الألمانية، أن إسرائيل ستبدأ عملية برية في جنوب لبنان في النصف الثاني من شهر يوليو الجاري "إذا لم يتوقف حزب الله عن قصف الشمال".
ووفقا لدبلوماسيين غربيين، تستعد إسرائيل "لسيناريو متطرف"، وإذا لم يتوقف حزب الله عن قصف الأراضي الإسرائيلية، فإن العملية البرية في لبنان ستبدأ "في الأسبوع الثالث أو الرابع من يوليو".
وذكرت صحيفة "بيلد" في تقريرها، أن "المنظمة (حزب الله) لا تنوي التوقف عن قصف إسرائيل". مؤخرا، قال ممثل لحزب الله لصحيفة "واشنطن بوست" إن الحزب "مستعد لوقف الهجمات فقط في حالة توقف الأعمال العدائية في غزة، ولا ينوي مناقشة أي اتفاقات حتى تتوقف الحرب"، وحذرت برلين الأسبوع الماضي مواطنيها في لبنان قائلة: "اتركوا البلاد".
ومع تواصل التصعيد منذ أكثر من ثمانية أشهر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، أعلن الجيش الإسرائيلي، منتصف يونيو الماضي، "الموافقة" على خطط عملياتية لهجوم في لبنان.
وجاء هذا الإعلان بعد تحذير وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي قال إن إسرائيل قد تقضي على حزب الله وتوجه ضربات قوية للبنان في حال اندلاع حرب شاملة.
وفي بيان رسمي، ذكر الجيش أن كبار المسؤولين العسكريين أجروا تقييما مشتركا للوضع في القيادة الشمالية، وصادقوا على خطط هجوم في لبنان، وأكد البيان اتخاذ قرارات لتسريع استعدادات القوات على الأرض.
عملية مكثفة في لبنان
وبين كاتس قائلا: "نحن قريبون جدا من تغيير قواعد اللعبة ضد حزب الله ولبنان. وفي حرب شاملة، سيتم القضاء على حزب الله وسيضرب لبنان بشدة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أكد في وقت سابق من الشهر الفائت، جاهزية الجيش لتنفيذ عملية مكثفة في لبنان إذا دعت الحاجة، متعهدا بإعادة الأمن للحدود الشمالية لإسرائيل.
وفي سياق متصل، زار المبعوث الأمريكي الخاص، آموس هوكستين، لبنان يوم الثلاثاء، بعد لقائه مسؤولين إسرائيليين. وأكد من بيروت على أهمية حل النزاع بين حزب الله وإسرائيل بطرق دبلوماسية.
وتضع هذه التطورات المنطقة في حالة ترقب وحذر، في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ويدفع الأطفال في لبنان ثمن النزاع في الجنوب بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، وسط تفاقم مستمر للأزمات السياسية والاقتصادية في البلاد، ما أثّر بشكل مباشر على مستقبل الأطفال وصحتهم النفسية والجسدية. فبحسب "اليونيسف" أصبح 46 في المائة منهم يعانون من القلق والاكتئاب.
ضوء أخضر
على صعيد آخر، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11"، أن القيادة السياسية في إسرائيل أعطت القيادة العسكرية "ضوءا أخضر" لإنهاء المرحلة الحالية من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 269 يوما، وذلك بشكل تدريجي خلال الشهر الجاري، والانتقال للمرحلة الثالثة للحرب.
وذكرت القناة أن الجيش الإسرائيلي يعتزم الإبقاء على قواته منتشرة في محور فيلادلفيا الواقع في المنطقة الحدودية الفلسطينية المصرية، جنوبي قطاع غزة، وكذلك في "ممر نتساريم" الذي يفصل الاحتلال من خلاله المناطق الشمالية من قطاع غزة عن المناطق الجنوبية.
وفي وقت سابق اليوم، حذّرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، من "مستنقع" وحرب استنزاف طويلة في قطاع غزة، إثر بدء جيش الاحتلال قبل أيام قليلة معركة جديدة في حي الشجاعية شرق القطاع، في وقت يواصل فيه عملياته في مدينة رفح، جنوبي غزة.
ونقلت عن محللين أمنيين أن إسرائيل معرضة لخطر الانزلاق إلى صراع طويل الأمد مع حركة حماس.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، جوست هيلترمان، عن مجريات الحرب في غزة: "إنها مستنقع. وسوف يكون صراعًا منخفض الشدّة لفترة طويلة".