فوز تاريخي لـ ”التجمع الوطني” في الجولة الأولى.. كيف أثرت حرب غزة على الانتخابات الفرنسية؟
مارينا فيكتور مصر 2030اتهم زعماء من حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعض مرشحي اليسار المتطرف بـ"معاداة السامية"، وذلك بعد الفوز التاريخي لحزب "التجمع الوطني" في الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية في فرنسا، ورفضوا تأييدهم في الجولة الثانية.
وتصدّر حزب لوبان وجوردان بارديلا النتائج، خلال الجولة الأولى من الانتخابات، مع تصويت 33,15 في المئة من الناخبين لأعضاء التجمّع الوطني، وفق نتائج أوليّة نشرتها وزارة الداخلية.
وحل تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" الذي يضم أحزابا من اليسار في المرتبة الثانية بنسبة 28,14 في المئة من الأصوات، متفوّقًا على الوسطيين بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون (20,76 في المئة).
وكخطوة حاسمة، يتحتم على معارضي حزب لوبان (اليسار والوسط)، إقناع المرشحين الذين احتلوا المركز الثالث في مراكز الانتخاب بالتنحي وتقديم التأييد للمتقدم عليهم سواء من اليسار أو الوسط، إذا أرادوا منع حزبها من السيطرة على الجمعية الوطنية المكونة من 577 مقعدًا.
ويُمكن للمرشحين أن ينسحبوا حتى الساعة الرابعة من بعد ظهر الثلاثاء بتوقيت غرينتش لصالح منافس من حزب سياسي آخر، على أمل الحيلولة دون فوز مرشحي اليمين المتطرف.
وإذا فاز التجمع مرة أخرى الأحد المقبل، يتوجب على ماكرون اختيار رئيس وزراء من بين صفوفه.
هل تأثرت انتخابات فرنسا بالأحداث في غزة؟
أدى الهجوم الذي شنته حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر ثم الحرب الإسرائيلية في غزة إلى تأجيج المشهد السياسي الفرنسي، مما زاد من معاداة السامية وانتقاد إسرائيل.
وانتقد حزب "فرنسا غير الخاضعة" بقيادة جون لوك ميلونشون (يساري متطرف) إسرائيل بشدة، ما أثار اتهامات من حكومة ماكرون بأن خطابه يؤدي إلى زيادة حادة في الأعمال المعادية للسامية في فرنسا.
وانضمت لوبان وغيرها من زعماء التجمع الوطني إلى الهجوم ضد أقصى اليسار ودافعوا عن إسرائيل،
وهناك تخوف حقيقي من أن يحقق "التجمع الوطني" انتصارًا آخرًا في الجولة المقبلة من الانتخابات ويسيطر على الجمعية الوطنية.
لكن بحسب محللين، فإن التخوف الأكبر الآن هو استمرار الخلاف بين اليسار ممثلاً في "الجبهة الشعبية الجديدة" ومعسكر الوسط (الجمهورية إلى الأمام) بقيادة ماكرون وجابرييل أتال.
ويرى الفرنسيون أن أحزاب اليسار التي تدافع عن حقوق المهاجرين ومزدوجي الجنسية، تترك فرنسا عرضة لخطر الإرهاب.
الانتخابات الفرنسية
وكانت نسبة الإقبال في انتخابات، الأحد، مرتفعة، حيث فاز الحزب بأكثر من 9.3 مليون صوت، وهو أكبر عدد من الأصوات يفوز بها أي حزب في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية منذ عام 2007 عندما فاز حزب يمين الوسط الفرنسي بأكثر من 10 ملايين صوت.
ويطالب اليمين المتطرّف الفرنسيين الآن بمنحه غالبية مطلقة في الجولة الثانية، الأحد 7 يوليو.
وأُحبطت طموحات لوبان السياسية في الانتخابات السابقة بسبب نظام التصويت على جولتين في فرنسا، والذي يشجع الناخبين على التجمع حول المرشحين الرئيسيين بدلاً من المرشحين في أقصى نهاية الطيف السياسي.
ومع تزايد الاتهامات بمعاداة السامية ضد مرشحي اليسار المتطرف، يواجه الناخبون الآن صعوبة في تحديد مرشحهم المفضل.