رعب في الكاريبي بسببه.. ما قصة إعصار «يبريل»؟
تزايدت قوة الإعصار بيريل بشكل كبير ليصبح إعصارًا من الفئة الرابعة "الخطيرة للغاية" مع اقترابه من جنوب شرق البحر الكاريبي، مما أدى إلى بدء إجراءات الإغلاق في المنطقة يوم الأحد.
ووجهت السلطات المحلية نداءات عاجلة للسكان لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحماية.
ففي صباح الأحد، تطور بيريل ليصبح إعصارًا من الفئة 3، مما يجعله أول إعصار كبير يُسجل في شرق جزر الأنتيل الصغرى خلال شهر يونيو، حسبما أفاد فيليب كلوتزباخ، باحث الأعاصير بجامعة ولاية كولورادو.
واستغرق الأمر 42 ساعة فقط ليتحول بيريل من منخفض استوائي إلى إعصار كبير، وهو إنجاز نادر تكرر ست مرات فقط في تاريخ الأعاصير الأطلسية، مع الأول من سبتمبر كأقرب تاريخ مسجل، وفقًا لخبير الأعاصير سام ليلو.
ووصف مايكل لوري، خبير الأعاصير والعواصف، بيريل بأنه أول إعصار من الفئة الرابعة يُسجل في المحيط الأطلسي، متجاوزًا إعصار دينيس الذي أصبح عاصفة من الفئة الرابعة في 8 يوليو 2005.
وقال لوري في مقابلة هاتفية: "بيريل يعتبر إعصارًا خطيرًا للغاية ونادرًا في هذا الوقت من العام في هذه المنطقة".
وأضاف: "بيريل هو بالفعل إعصار تاريخي ولم يضرب بعد".
كما صدرت تحذيرات من إعصار في بربادوس وسانت لوسيا وغرينادا وسانت فينسنت وجزر غرينادين.
وأفاد سابو بيست، مدير هيئة الأرصاد الجوية في بربادوس، بأن من المتوقع أن يمر مركز الإعصار على بعد نحو 70 ميلاً (112 كيلومترًا) جنوب بربادوس صباح الاثنين.
وحذر المركز الوطني للأعاصير في ميامي من أن الوضع خطير للغاية بالنسبة لجزر ويندوارد، حيث من المتوقع أن يجلب بيريل رياحًا تهدد الحياة وعرام العواصف.
حيث يقع الإعصار بيريل على بعد حوالي 335 ميلاً (570 كيلومترًا) شرق جنوب شرق بربادوس، مع أقصى سرعة للرياح المستمرة تبلغ 130 ميلاً في الساعة (215 كيلومترًا في الساعة) ويتحرك غربًا بسرعة 21 ميلاً في الساعة (33 كيلومترًا في الساعة).
وتم إصدار تحذيرات من عاصفة استوائية في مارتينيك، دومينيكا، ترينيداد، والساحل الجنوبي لهايتي.
ومن المتوقع أن يمر بيريل جنوب بربادوس في وقت مبكر من يوم الاثنين، ثم يتجه إلى البحر الكاريبي كإعصار كبير في طريقه نحو جامايكا.
وعلى الرغم من التوقعات بضعف الإعصار بحلول منتصف الأسبوع، إلا أنه من المحتمل أن يبقى قويًا وهو يتجه نحو المكسيك.
فقد تشكلت العاصفة الاستوائية كريس قرب شرق المكسيك يوم الأحد، ومن المتوقع أن تبدأ في الضعف بعد وصولها إلى اليابسة.
ومن المتوقع أن تتسبب العاصفة في هطول أمطار تتراوح بين 10 و20 سنتيمترًا عبر أجزاء من شرق المكسيك حتى يوم الاثنين.
ففي عام 2004، ضرب إعصار إيفان منطقة جنوب شرق البحر الكاريبي، مسبباً أضراراً كارثية في غرينادا كعاصفة من الفئة الثالثة.
واليوم، تكرر الكارثة بظهور إعصار بريل، الذي يمثل تهديداً خطيراً للمنطقة.
وكانت ريشيا مارشال، المقيمة في غرينادا، تعمل في وردية يوم الأحد في فندق محلي، حيث كانت تعد الضيوف وتحثهم على الابتعاد عن النوافذ بينما كانت تخزن ما يكفي من الطعام والماء للجميع.
فعلى الرغم من أنها كانت طفلة عندما ضرب إعصار إيفان، إلا أنها لا تشعر بالخوف من بريل.
وقالت: "أعلم أن هذا جزء من الطبيعة، وأنا موافقة على ذلك. علينا فقط أن نتعايش مع هذا".
وحذر خبراء الأرصاد الجوية من عاصفة تهدد الحياة تصل إلى 9 أقدام (3 أمتار) في المناطق المتأثرة، مع هطول أمطار تصل إلى 6 بوصات (15 سم) في بربادوس والجزر القريبة.
وقد شهدت محطات الوقود ومحلات البقالة طوابير طويلة بينما سارع الناس للاستعداد للعاصفة التي اشتدت بسرعة من عاصفة استوائية إلى إعصار من الفئة الأولى.
كما كانت المياه الدافئة تغذي بريل، حيث سجلت المحيطات في أعماق المحيط الأطلسي أعلى محتوى حراري على الإطلاق في هذا الوقت من العام.
وقال الباحث الأرصادي برايان ماكنولدي إن المياه الآن أكثر دفئا مما كانت عليه في ذروة موسم الأعاصير في سبتمبر.
حيث يمثل بريل أقصى نقطة شرقا يتشكل فيها إعصار في المحيط الأطلسي الاستوائي في يونيو، محطما الرقم القياسي المسجل في عام 1933.
ودعا رئيس وزراء سانت فينسنت وجزر غرينادين، رالف غونسالفيس، الجميع إلى أخذ الأمر على محمل الجد والاستعداد لهذا الإعصار الرهيب.
فمع تجمع آلاف الأشخاص في بربادوس لحضور نهائي كأس العالم للكريكيت العشرين، الذي يعد الحدث الأكبر في رياضة الكريكيت، واجهت الحكومة تحديات في التعامل مع الزوار الذين لم يتمكنوا من المغادرة في الوقت المناسب.
وأكدت رئيسة الوزراء ميا موتلي أن هناك خططاً لرعاية هؤلاء المشجعين الذين لم يمروا بعاصفة من قبل.
