ماذا وراء زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لواشنطن؟
قام وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بزيارة إلى واشنطن لإجراء محادثات وصفها بـ"الحاسمة" مع كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وتركزت المحادثات على الصراعين المستمرين مع حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان.
ورافق غالانت في زيارته نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، حيث التقيا بوزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، والمبعوث الخاص للرئيس بايدن، عاموس هوشستين.
وقد هدفت هذه اللقاءات إلى مناقشة التطورات الأخيرة في غزة ولبنان، والتأكيد على أهمية التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل في مواجهة التحديات الأمنية.
تأتي هذه الزيارة في ظل تكرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ادعاءه بأن إدارة بايدن قد قللت بشكل كبير من شحنات الأسلحة إلى إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة.
هذا الادعاء أثار حفيظة المسؤولين الأمريكيين الذين وصفوه بأنه "محير".
وصرح غالانت بأن إسرائيل مستعدة لأي إجراء قد يكون مطلوباً في غزة ولبنان، مشيراً إلى أهمية مناقشة هذه القضايا مع المسؤولين الأمريكيين.
ويأتي ذلك في وقت ربط فيه بعض المسؤولين الإسرائيليين التوغل في رفح، جنوبي غزة، بزيادة التركيز على الحدود مع لبنان بسبب التصعيد المتبادل مع حزب الله.
كما أعرب حسن نصر الله، زعيم حزب الله، عن تهديدات بأن حركته ستضرب أهدافاً في جميع أنحاء إسرائيل إذا فرضت الحرب على لبنان.
ونشرت الجماعة المسلحة اللبنانية مقطع فيديو يظهر مواقع وإحداثيات إسرائيلية، مؤكدة استعدادها للقتال بدون قيود.
شهد يوم الأحد إطلاق إنذارات جوية في الجليل الأسفل بإسرائيل بعد اعتراض طائرة بدون طيار تابعة لحزب الله، وهو ما يعكس التصعيد المستمر على طول الحدود اللبنانية مع شمال إسرائيل.
كما اعترضت إسرائيل طائرة أخرى أطلقتها جماعة متحالفة مع إيران في العراق.
وقد تدهور الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل بعد غارة جوية إسرائيلية أدت إلى مقتل قائد عسكري كبير في حزب الله، مما دفع الحزب للرد بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار على شمال إسرائيل.
وهدد مسؤولون إسرائيليون بشن هجوم عسكري في لبنان إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لإبعاد حزب الله عن الحدود.
ويقول مسؤولون من الجماعات اللبنانية والعراقية المدعومة من إيران إن مقاتلين من مختلف أنحاء المنطقة، الذين يحصلون على دعم إيراني، سينضمون إذا اندلعت حرب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
هؤلاء المقاتلون، الذين يتواجد آلاف منهم بالفعل في سوريا، يمكنهم بسهولة التسلل إلى لبنان عبر الحدود القابلة للاختراق.
فيما أفاد مسؤول في جماعة مدعومة من إيران في العراق لوكالة أسوشيتد برس في بغداد: "سنقاتل جنبًا إلى جنب مع حزب الله" إذا اندلعت حرب شاملة، مشترطًا عدم الكشف عن هويته لمناقشة المسائل العسكرية ورافضًا تقديم المزيد من التفاصيل.
وأضاف هذا المسؤول، بالإضافة إلى مسؤول آخر من العراق، أن بعض المستشارين العراقيين متواجدون بالفعل في لبنان.
وقد ذكر مسؤول في جماعة لبنانية مدعومة من إيران، طالبًا عدم الكشف عن هويته، أن مقاتلين من قوات الحشد الشعبي العراقية، وفاطميون الأفغانية، ولواء زينبيون الباكستاني، والحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، قد يأتون إلى لبنان للمشاركة في الحرب.
في هذا السياق، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد أن الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن تأخير تسليم الأسلحة سيتم حله قريبًا.
وقال: "قبل حوالي أربعة أشهر، كان هناك انخفاض كبير في إمدادات الأسلحة القادمة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل. حصلنا على تفسيرات مختلفة، لكن الوضع الأساسي لم يتغير".
وأضاف: "في ضوء ما سمعته مؤخرًا، آمل وأعتقد أن هذه القضية سيتم حلها في المستقبل القريب".
كما أوضح نتنياهو أن كبار المسؤولين الإسرائيليين مارسوا ضغوطًا على نظرائهم الأمريكيين على "أعلى المستويات... وعلى جميع المستويات" لتسريع تسليم الأسلحة.
وقال: "بعد أشهر من عدم حدوث تغيير في هذا الوضع، قررت أن أعبر عن الأمر علنًا".
