”لا طريق واضح”.. كيف يرى الأمريكيون الحرب في غزة؟
مارينا فيكتور مصر 2030يشكك مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشكل متزايد في إمكانية توصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار ضمن المقترح الحالي، بحسب 4 مسؤولين أمريكيين تحدثوا إلى مجلة "بوليتيكو".
وتضغط الولايات المتحدة على إسرائيل وحماس للقبول رسميا باتفاق وقف إطلاق النار، في إطار المقترح الذي أعلنه بايدن في 31 مايو الماضي.
مقترح بايدن لوقف إطلاق النار
ويتضمن المقترح في مرحلته الأولى التي ستستمر لمدة 6 أسابيع، وقفا كاملا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة.
كما يشمل إطلاق سراح عدد من الرهائن الإسرائيليين، بمن فيهم النساء والمسنين والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.
وخلال هذه المرحلة ستتفاوض حماس وإسرائيل على الإجراءات الضرورية لتنفيذ المرحلة الثانية، والتي تتضمن خارطة طريق "لإنهاء دائم للأعمال العدائية وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، بما في ذلك الجنود الذكور، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة".
أما المرحلة الثالثة تتضمن خطة إعادة إعمار كبرى لغزة، وإعادة ما تبقى من رفات الرهائن الذين قتلوا، إلى عائلاتهم.
دعم الولايات المتحدة
يحظى الاقتراح الأخير بوقف إطلاق النار في غزة بدعم الولايات المتحدة وأغلب المجتمع الدولي، ولكن حماس لم تتبنه بشكل كامل، وكذلك إسرائيل على ما يبدو.
"النقطة الشائكة"
وتوافق إسرائيل وحماس بشكل عام على الشروط المنصوص عليها في المرحلة الأولى من المقترح، لكنهما على خلاف حول كيفية إنهاء الحرب، وفقا لما قال اثنان من المسؤولين لمجلة "بوليتيكو" الأميركية.
وعلى الرغم من التفاؤل الأولي بشأن الصفقة، يعتقد المسؤولون الأميركيون الآن أن "هذه الخلافات يمكن أن تقلب الاتفاقية بأكملها رأسا على عقب"، بحسب المجلة.
ونقلت عن أحد المسؤولين قوله إن "المرحلة الثانية هي النقطة الشائكة. وإذا كان من الممكن تنفيذ المرحلة الأولى، لكنا قد فعلنا ذلك الآن".
ماذا يريد الطرفان؟
وتُصر حركة حماس على أن أي اتفاق يجب أن يضمن إنهاء الحرب بشكل كامل وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وهو مطلب لا تزال إسرائيل ترفضه حتى "القضاء على قوات حماس في غزة".
ووفق المجلة، لم يُظهر أي من الجانبين علامات على استعداده للتوصل إلى حل وسط، مما أثار قلق مسؤولي الإدارة الأميركية من أن القتال سيستمر لعدة أشهر أخرى، إذ نقلت عن أحد المسؤولين قوله: "أعتقد أن هذا سيستمر حتى نهاية عام 2024 على الأقل".
ورفض مجلس الأمن القومي الأمريكي التعليق للمجلة، فيما لم ترد السفارة الإسرائيلية بالولايات المتحدة على طلب التعليق.
محاولات التوصل لاتفاق
وأمضت الولايات المتحدة الأسابيع القليلة الماضية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، يضمن الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وزيادة نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حيث سافر كبار المسؤولين إلى إسرائيل والدوحة في محاولة للوصول إلى حل، إلا أنهم وفق المجلة، يلومون حماس علنا بسبب خلقها عراقيل أمام الاتفاق.
والأسبوع الماضي، أعلنت حماس أنها سلمت الوسطاء ردا "إيجابيا" على مقترح وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وفقا لوكالة رويترز، والتي نقلت في المقابل عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الحركة "رفضت" المقترح، وأنها "غيّرت كل المعايير الرئيسية والأكثر أهمية".
وقدمت حماس تعديلات على المقترح، إذ قال مسؤولون أميركيون إن بعض هذه التعديلات "من المحتمل أن تكون مقبولة، وبعضها لا يمكن قبوله".
ولم يوضح المسؤولون ما الذي وافقت عليه إسرائيل على وجه التحديد والتعديلات التي تريد حماس إدخالها على الصفقة المطروحة حاليا على الطاولة، لكن المسؤولين، حسب المجلة، "ليسوا متفائلين بأن الجانبين سيتمكنان من حل خلافاتهما بسرعة".
وقال أحد المسؤولين، الذي أطلعه البيت الأبيض على حالة المفاوضات، "لا أحد واثق من أن هذا الاتفاق سيمضي قدما بالطريقة التي كانت تأملها الإدارة. هناك الكثير من الأشياء المجهولة".