فرنسا تدرس خفض قواتها بغرب ووسط إفريقيا.. ما السبب؟
مارينا فيكتور مصر 2030تزداد يومًا بعد يوم المشاعر المعادية لفرنسا في بعض المستعمرات السابقة لها، ويزداد سعي دول مثل روسيا لتعزيز نفوذها فيها، فيما اتخذت فرنسا خطوة جديدة نحو وداع غرب ووسط إفريقيا.
وقالت ثلاثة مصادر، إن فرنسا تعتزم تقليص وجودها العسكري في غرب ووسط أفريقيا إلى نحو 600 جندي تماشيا مع خطط الرئيس إيمانويل ماكرون، التي أعلنها في فبراير 2023، والتي تتمحور حول «تخفيض ملحوظ» لوجود القوات الفرنسية في أفريقيا.
خفض القوات الفرنسية في إفريقيا
ووفق خطة قيد المناقشة مع شركاء أفارقة، تخطط فرنسا لخفض كبير في عدد قواتها «المنتشرة مسبقا» في أفريقيا.
وأفاد مصدران قريبان من الحكومة ومصدر عسكري بأن فرنسا ستبقي نحو 100 جندي فقط في الجابون بوسط إفريقيا، وعددا مماثلا في السنغال غرب إفريقيا، مقارنة بـ350 جنديا حاليا في كل من البلدين.
كما تعتزم باريس إبقاء نحو 100 جندي في ساحل العاج على الساحل الجنوبي لغرب أفريقيا مقابل 600 جندي حاليا، ونحو 300 جندي في تشاد في شمال وسط أفريقيا مقارنة بـ1000 جندي راهنا.
وقالت المصادر الثلاثة إن عدد الجنود يمكن رفعه بشكل دوري بناء على احتياجات الشركاء المحليين، لكن رفضت هيئة الأركان العامة الفرنسية التعليق على هذه التصريحات.
بالإضافة إلى نحو 1600 جندي منتشرين في غرب أفريقيا والغابون، كان لفرنسا حتى عامين أكثر من 5000 جندي في منطقة الساحل الأفريقي كجزء من عملية برخان لمكافحة التنظيمات الإرهابية.
لكن باريس سحبت قواتها تدريجيا بطلب من العسكريين الذين وصلوا إلى السلطة في مالي في عام 2021، وفي بوركينا فاسو في عام 2022، والنيجر في عام 2023. وقد أبرمت الدول الثلاث اتفاقيات أمنية مع روسيا التي تسعى إلى توسيع حضورها في القارة.
وتشاد التي يحكمها محمد إدريس ديبي، نجل إدريس ديبي إيتنو الذي ظل رئيسا لأكثر من 30 عاما، هي آخر دولة في منطقة الساحل تستضيف جنودا فرنسيين.
إعادة تموضع؟
وفي فبراير، كلف ماكرون الوزير السابق جان ماري بوكيل بوضع تصورات جديدة للوجود العسكري الفرنسي في دول أفريقية شريكة. ومن المتوقع أن يسلم إفاداته في يوليو المقبل.
وقال مصدران لـ«فرانس برس»، إن الجيش الفرنسي يعتزم إنشاء قيادة مقرها باريس مخصصة لأفريقيا هذا الصيف.
وكشف رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية، الجنرال تييري بوركار، أن الجيش الفرنسي لا يستبعد «تشارك» قواعده مع الشركاء الأمريكيين أو الأوروبيين.
وبدلا من المهام القتالية، سيوفر الجنود الفرنسيون أساسا التدريب والقدرات للدول الشريكة، بناء على طلبها.