وصف بالحادث الغير عادي.. التفاصيل الكاملة لمقتل 8 جنود إسرائيليين في غزة
عبده حسن مصر 2030في حادثة تعد الأكبر من نوعها منذ يناير، قُتل ثمانية جنود إسرائيليين في انفجار استهدف مركبتهم المدرعة في جنوب قطاع غزة.
وتزامنت هذه الحادثة مع استمرار القتال العنيف حول رفح، حيث أودت الغارات الإسرائيلية بحياة ما لا يقل عن 19 فلسطينيا.
ووفقًا للجيش الإسرائيلي، كانت فرقة المهندسين القتاليين في قافلة مكونة من ست مركبات مدرعة عائدة من مهمة في منطقة تل السلطان بجنوب غزة، حين دُمرت مركبتهم في حوالي الساعة الخامسة من صباح يوم السبت.
وأعلن الجناح العسكري لحركة حماس في وقت سابق أن مقاتلين نصبوا كميناً لناقلة جند مدرعة، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين في المنطقة الواقعة غرب رفح، حيث تتقدم القوات الإسرائيلية منذ أسابيع.
ويحقق الجيش الإسرائيلي في ملابسات الانفجار، سواء كان نتيجة استهداف مباشر أو انفجار عرضي للمتفجرات التي كانت تُنقل على المركبة.
ووفقاً لتقارير إعلامية، كانت المتفجرات مخزنة على السطح الخارجي للمركبة، وهو تكتيك يُستخدم لتجنب إلحاق الأذى بالركاب في حالة انفجارها.
ويُذكر أن الانفجار وقع بعد مرور عدة مركبات أخرى بنفس الموقع، مما أدى إلى مقتل جميع من كانوا بداخلها على الفور.
ومن المحتمل أن تؤدي هذه الوفيات إلى زيادة الدعوات لوقف إطلاق النار، وتعزيز الغضب العام الإسرائيلي بشأن إعفاءات اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية.
وتكتسب الخسائر المتزايدة في صفوف الجيش الإسرائيلي أهمية أكبر مع استمرار النزاع.
وفي ظل هذه التطورات، من المتوقع أن تناقش الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد زيادة الحد العمري للخدمة الاحتياطية للجنود لمدة عام.
ويأتي هذا في أعقاب قرار رفع الحد الأقصى لعدد جنود الاحتياط الذين يمكن استدعاؤهم بمقدار 50 ألف جندي، وسط أدلة تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يقاتل على جبهتين مع عدم وجود نهاية للصراع في الأفق.
في مايو، قام أهالي أكثر من 900 جندي إسرائيلي متمركزين في غزة بالتوقيع على رسالة تطالب الجيش بوقف الهجوم المستمر في رفح، واصفين إياه بأنه "فخ مميت" لأطفالهم.
وجاء في الرسالة، التي أُرسلت في 2 مايو: "من الواضح لأي شخص لديه ذرة من الفطرة السليمة أن القوات على الجانب الآخر تستعد لضرب قواتنا بعد أشهر من التحذيرات والإعلانات بشأن التوغل في رفح".
ووجهت الرسالة إلى وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي، وأضافت: "إن أبناؤنا مرهقون جسديًا وعقليًا".
وتساءلت الرسالة: "هل تنوون إرسالهم إلى هذا الوضع الخطير؟ يبدو أن هذا القرار ليس أقل من التهور".
وجاءت هذه التطورات في ظل جدل ساخن حول مسألة الخدمة العسكرية.
ففي الشهر الماضي، أمرت المحكمة العليا في إسرائيل بإنهاء الدعم الحكومي للعديد من الرجال الأرثوذكس المتطرفين الذين لا يخدمون في الجيش.
ومع ذلك، صوتت حكومة بنيامين نتنياهو، التي تعتمد بشكل كبير على الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة، الأسبوع الماضي لصالح قانون جديد يمدد الإعفاءات لرجال الدين.
وعلى الرغم من أن التصويت الأول كان إجرائيا فقط، إلا أنه أثار جدلاً واسعاً حيث تمت الموافقة عليه خلال حرب قتل فيها مئات الجنود وما زال كثيرون آخرون داخل غزة أو على الخطوط الأمامية ضد مقاتلي حزب الله في لبنان.
ودفعت هذه الظروف إلى إرسال رسالة مفتوحة ثانية الأسبوع الماضي من عائلات الجنود المقاتلين إلى غالانت وهليفي.
وطلب الأهالي في الرسالة من "أبنائهم المقاتلين" "وقف القتال الآن وإلقاء أسلحتهم والعودة إلى منازلهم على الفور"، مضيفين: "لن نضحي بأطفالنا على مذبح الفساد العام".