ما العقبات التي تواجه صفقة وقف إطلاق النار في غزة؟
عبده حسن مصر 2030في تطورات متعلقة بمفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، أعرب مسؤول كبير في حركة حماس عن عدم معرفته بعدد الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة في غزة، مما قد يعرقل التوصل إلى اتفاق وشيك.
هذا وفقًا لمصادر إسرائيلية وحماس، التي تحدثت عن مواقف قد تعرقل الجهود الدولية لإنهاء النزاع.
وأكد أسامة حمدان، مسؤول حماس المقيم في لبنان، في مقابلة مع شبكة CNN أنه "لا أحد لديه أي فكرة" بشأن عدد الرهائن الإسرائيليين المتبقين الذين أسرهم في أكتوبر الماضي وما إذا كانوا على قيد الحياة، بينما تشير تقديرات إسرائيلية إلى وفاة ثلثهم على الأقل في عام 2018 أثناء الاستيلاء عليهم.
وفي سياق متصل، أدعت كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس عبر تطبيق تلغرام أن رهينتين إسرائيليين قتلا في غارة جوية إسرائيلية خلال الأيام الأخيرة، ولكن لم يتم تأكيد هذه المعلومات.
وفي تأكيد لموقف حماس بشأن اقتراح وقف إطلاق النار المدعوم حاليًا من قبل الأمم المتحدة، أشار حمدان إلى أن الحركة تطالب بـ "موقف واضح من إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل من غزة، والسماح للفلسطينيين بتحديد مستقبلهم بأنفسهم".
كما دعا إلى ضرورة إعادة الإعمار وإنهاء الحصار الإسرائيلي المستمر على غزة، مؤكدًا استعداد حماس للتفاوض بشأن تبادل الأسرى.
وتعكس تصريحات حمدان موقف حماس الثابت في المفاوضات، حيث ترتبط أي اتفاقات محتملة بموافقة إسرائيل على شروط محددة، بما في ذلك الانسحاب الكامل من غزة.
فمن جهة أخرى، ردت الحكومة الإسرائيلية على بيان حماس الذي وصف اقتراح وقف إطلاق النار بـ "إيجابي"، بتعبير عن قلقها إزاء ما اعتبرته رفضًا للاتفاق المقترح الذي كان ينص على تبادل الرهائن مع الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
وفي وقت سابق، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن حماس بأنها "أكبر معوق" لإحلال السلام، مشيرًا إلى عدم توقيع الحركة على اقتراحات سابقة لوقف النار.
وقد نقلت تقارير صحفية إسرائيلية عن مسؤولين لم تكشف هوياتهم أن إسرائيل لن ترسل وفدًا لاستكمال محادثات وقف إطلاق النار، بعدما أدخلت حماس "عشرات التعديلات" على خطة الهدنة المدعومة من بايدن، مما أسفر عن تعقيد الوضع بشكل كبير.
وعلى الرغم من تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لصالح قرار يدعم وقف إطلاق النار، إلا أنه لم ينجح حتى الآن في تحقيق التوصل إلى اتفاق عملي ينهي النزاع بين الطرفين.
فمنذ رحيل الوزير الكبير بيني غانتس وحزب الوحدة الوطنية الأكثر اعتدالًا من الحكومة الائتلافية الطارئة في إسرائيل، ازداد اعتماد بنيامين نتنياهو على الأحزاب اليمينية المتطرفة التي رفضت اتفاق وقف إطلاق النار.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تجددًا واضحًا في الدعم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ استقالة غانتس.
وبحسب استطلاعات الرأي التي أُجريت من قبل صحيفة معاريف اليسارية وصحيفة إسرائيل هايوم اليمينية، يتوقع أن يحصل حزب الليكود بزعامة نتنياهو على 21 مقعدًا في حال جرت انتخابات، مقابل 24 مقعدًا لحزب نهضة العلماء، وهو تراجع من نتائج الاستطلاعات التي أجريت في بداية النزاع حيث حصل نهضة العلماء على 21 مقعدًا.
وقد أسفر الهجوم الإسرائيلي الانتقامي على غزة عن مقتل ما لا يقل عن 37232 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس، مما أدى إلى دمار شامل وإخلاء المستشفيات وتحذيرات من مجاعة من الأمم المتحدة.
وواجه برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة مخاوف أمنية بعد استخدام الرصيف المكلف الذي بنته الولايات المتحدة لتوصيل المساعدات البحرية إلى غزة، وتعليقها على ذلك قائلة إنها ستكون حذرة في تقييمها.
والنزاعات المستمرة حول وقف إطلاق النار وتبادل الهجمات في شمال إسرائيل مع حزب الله والتصعيدات مع فرنسا والولايات المتحدة أظهرت جمودًا دبّ في المنطقة.
ورفض وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مبادرة فرنسية لتشكيل لجنة ثلاثية لتهدئة التوترات مع حزب الله، معتبرًا أنها تعكس سياسات معادية لإسرائيل، وذلك بعد القرار الفرنسي بمنع مشاركة شركات إسرائيلية في معرض أسلحة.