الشهيد قيس زكارنة.. مكالمة فائتة من والده لم يرد عليها
أبرار أحمد مصر 2030كغيره من أبناء بلدته قباطية قرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، خرج الشاب قيس زكانة ليرقب مشهد قوات الاحتلال التي حاصرت احد المنازل الذي تحصن فيه مطلوبان لقوات الاحتلال، وليكون أيضا مشاهدا للمواجهات التي اندلعت بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال التي باغتته دون غيره برصاصة في راسه ليرتقي شهيدا.
حُمل الشاب زكارنة بجراحه البالغة، وإلى جانبه هاتفه الذي للتو انتهى عن الرنين، وانتسجت عبارة: "مكالمة فائتة من ابي" على شاشة الهاتف التي سكنت تماما كما سكون قلب قيس الذي فارق الحياة وارتقى شهيدا.
لعله قلب الأب، وإحساس الفقد قبل أن يقع، وشعور الخوف من مجهول سيء، هو ما جعل والد قيس يحاول الاتصال به للاطمئنان عليه بعد ان على صوت الرصاص في انحاء البلدة، ولكنه لم يفلح حتى باتصال ناجح معه بعد ان أصيب بجراحه وارتقت روحه للسماء.
خليل زكارنة عم الشهيد قيس أكد خلال حديثه لـ"قدس برس"، أن ابنهم تعرض للقتل المتعمد من خلال قنصة برصاصة في رأسه على يد قوات الاحتلال التي لتوها انتهت من اغتيال اثنين من المقاومين
وأشار زكارنة إلى أن ابن شقيقه يعمل ميكانيكيا لدى أحد الكراجات في مدينة جنين رغم صغر سنه ليساعد عائلته في مصاريف الحياة.
وشدد على أن قيس خرج مع أهالي البلدة ليشاهد ما يجري من عملية لقوات الاحتلال قبل ان يقتل بدم بارد دون أي ذنب وتابع: "قيس طفل صغير يبلغ من العمر أقل من 19 عاما، يحاول أن يخوض غمار الحياة ولكن الاحتلال يصر على تدمير أي حلم أو أفق للحياة لكل ما هو فلسطيني".
ولفت خليل إلى أن والد قيس يعيش حالة نفسية سيئة بعد أن فقد نجله في لم البصر، وما زاد من تعقيد بأنه حاول الاتصال به قبل استشهاده بوقت قصير إلا أنه لم يفلح حتى بسماع صوته أو توجيه أي نصيحة له.
وختم قائلا: "نحن نتعامل مع احتلال فاشي ونازي مجرم، بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، ويريد بقتله لأبنائنا؛ ان يغرس في نفوسنا الياس والإحباط والنقمة على المقاومة وشبابها ، ولكننا نقول له : بان دماء أبنائنا ليست اغلى من دماء الشهداء في غزة والضفة ، وستزهر تلك الدماء نصرا ان شاء الله".
وشيعت جماهير غفيرة في بلدة قباطية جنوب جنين، اليوم الجمعة، جثمان الشهيد زكارنة (18 عاما)، الذي استشهد، متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها البلدة مساء أمس.
وكان زكارنة قد استشهد أمس، عقب اقتحام قوات الاحتلال قباطية ومحاصرتها منزلا واغتيال الشابين محمد حيدر الشلبي، ومحمد عصري فياض من مخيم جنين، حيث احتجز جثمانيهما بعد التنكيل بهما.
وحمل المشيعون جثمان الشهيد زكارنة ملفوفا بالعلم الفلسطيني على الأكتاف في قباطية، وجابوا فيه شوارع البلدة، مرددين الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال بحق شعبنا، وصولا إلى المسجد، حيث أدوا الصلاة عليه، وسط ترديد للهتافات الغاضبة.