خروج مستشفى ”الفاشر” عن الخدمة واامعاناة الإنسانية تتفاقم.. آخر تطورات الحرب في السودان
مارينا فيكتور مصر 2030تتفاقم معاناة سكان مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية، يومًا بعد يوم، وخصوصًا بعد أن خرج "آخر مستشفى عن العمل"، تاركا الجرحى والمرضى في رحلة بحث عن علاج قد ينقذ أرواحهم.
وتعاني المدينة شحا في بعض الأدوية، وذلك على خلفية استهداف مستشفى الفاشر الجنوبي، الذي كانت منظمة "أطباء بلا حدود" قد ذكرت أنه "آخر مستشفى يعمل في المدينة".
وقالت "أطباء بلا حدود" لوكالة رويترز، الأحد، إن "قوات الدعم السريع هاجمت المستشفى الرئيسي في مدينة الفاشر، الذي تدعمه المنظمة، مما أدى لخروجه عن الخدمة".
وتؤوي المدينة الواقعة في إقليم دارفور بشمال غرب السودان، أكثر من 1.8 مليون ساكن ونازح، وهي أحدث جبهة في القتال الدائر منذ أبريل 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
خروج مستشفى الفاشر عن الخدمة
وأوضحت "أطباء بلا حدود" أن المستشفى الجنوبي كان الوحيد في مدينة الفاشر القادر على التعامل مع ما تصفها بأنها أحداث يومية "تشهد سقوط أعداد كبيرة من القتلى والمصابين".
مع تصاعد حدة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ترتفع معدلات النزوح إلى الولايات السودانية الآمنة، بينما يختار سودانيون آخرون الفرار إلى دول الجوار، مثل تشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، هربا من القتال.
وقالت المنظمة إن "نحو 1315 جريحا دخلوا المستشفى فيما توفي 208 داخله، خلال الفترة من 10 مايو إلى 6 يونيو"، لكن عددا كبيرا من الأشخاص لا يقدر على الوصول إلى المستشفى بسبب القتال.
هجوم الدعم السريع على الفاشر
وشنّت قوات الدعم السريع، السبت، هجوما على مدينة الفاشر من 3 اتجاهات، ووصلت حتى المستشفى الجنوبي، بينما تحدث البعض عن "نهب مخزونات من الأدوية".
,قال الإعلامي والناشط في مدينة الفاشر، إنه "بصفة رسمية، أعلنت حكومة ولاية شمال دارفور خروج مستشفى فاشر الجنوبي عن الخدمة".
وتابع: "حكومة الولاية عزت توقف خدمات المستشفى إلى الهجوم الذي قامت به قوات الدعم السريع، والذي أسفر عن مقتل عدد من المرضى والمواطنين، واقتياد عدد من مرافقي المرضى إلى جهة غير معلومة".
وعن أوضاع المرضى وإمكانيات توفير خدمات العلاج في الفاشر، قال مسؤولون: "وزارة الصحة أعلنت استئناف تقديم خدمات العلاجات الطبية، مثل العمليات الجراحية وغيرها، داخل مستشفى النساء والتوليد، أو ما يعرف بـ(المستشفى السعودي)".
الصراع في السودان
واندلعت المعارك في السودان في 15 أبريل من العام الماضي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأسفرت المعارك عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، بما في ذلك ما يصل إلى 15 ألفا في مدينة الجنينة بإقليم دارفور بغرب البلاد، وفق الأمم المتحدة.
وأجبر القتال نحو 9 ملايين شخص على النزوح. وبحلول نهاية أبريل، نزح إلى ولاية شمال دارفور وحدها أكثر من نصف مليون شخص جديد، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
وحسب بعض التقديرات فإن نحو 1.7 مليون سوداني في دارفور يواجهون خطر المجاعة.