نتنياهو في ورطة بسبب صفقة بايدن.. ما التفاصيل؟
عبده حسن مصر 2030تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط متزايدة داخلياً وعلى المستوى الدولي بسبب دعم خطة جديدة لوقف إطلاق النار في غزة، مما يهدد بانهيار حكومته.
وأعلن أعضاء من اليمين المتطرف في ائتلافه تهديدهم بالانسحاب إذا مُضيَ قدمًا في تلك الخطوة، بينما هدد منافسه الرئيسي بيني غانتس بالاستقالة إذا لم يلتزم نتنياهو باتفاق الهدنة بحلول الثامن من يونيو.
كما يُعتبر البقاء في المنصب أفضل فرصة لنتنياهو لتجنب الملاحقة القضائية بتهمة الفساد، لكنه واجه تحديات بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطة جديدة للهدنة وإطلاق سراح الرهائن دون تنسيق مسبق معه. على الرغم من ذلك، قوض نتنياهو موقف بايدن ووصف الخطة بأنها "غير ناجحة"، مؤكدًا استمرار الحرب وعدم إمكانية التوصل إلى اتفاق دائم مع حماس.
ومع توالي الجولات الفاشلة من المحادثات، لا يزال وقف إطلاق النار يشكل تحدياً، وينتظر الوسطاء ردود فعل واضحة من الجانبين لتقديم مقترحات جديدة.
ومع تزايد الاستياء في إسرائيل حيال خيارات نتنياهو، مما دفع بالمعلق بن كاسبيت في صحيفة معاريف الإسرائيلية إلى وصفه بـ"بطل العالم في المماطلة".
وفي تل أبيب، خلال احتجاج أسبوعي، طالب الآلاف الحكومة بالتصرف بشكل أكثر حزمًا والقيام بانتخابات جديدة.
بالإضافة إلى ذلك، صوت حزب شاس، شريك نتنياهو في الائتلاف اليميني، لصالح الصفقة الجديدة، مما زاد من الضغوط على زعيم المعارضة، يائير لابيد، لدعمها أيضًا.
ومع تزايد العزلة الدولية والتوتر مع الولايات المتحدة، بدأ الرئيس الأمريكي بايدن يلوح باتهام نتنياهو بالتماطل لأغراض سياسية، ما يعزز التكهنات بإمكانية حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة.
وباعتباره رئيس حكومة انتقالية، يمكن لنتنياهو التقدم في تسوية الرهائن ووقف إطلاق النار دون خوف من فقدان دعم الأحزاب اليمينية المتطرفة، مما يفتح الباب أمام اتفاق تطبيع مع السعودية وتأجيل قضايا مثيرة للجدل مثل التجنيد الإجباري.
وبعد تعافي رئيس الوزراء في صناديق الاقتراع منذ 7 أكتوبر، أظهر استطلاع للرأي أُجري بعد أسابيع قليلة أن 4% فقط من الجمهور اليهودي في إسرائيل يثقون به.
وبينما يؤيد غالبية الإسرائيليين المجهود الحربي، يلومون أيضًا رئيس الوزراء على الإخفاقات الأمنية أثناء هجوم حماس.
ومع ذلك، أظهرت بيانات استطلاع جديدة نُشرت هذا الأسبوع أن الفجوة مع منافسه الوسطي، غانتس، تضيق، حيث يتأخر رئيس الوزراء بثماني نقاط.
ويرى بعض المحللين السياسيين، مثل داليا شيندلين المقيمة في تل أبيب، أن رئيس الوزراء يعلم أنه سيواجه انتخابات في المستقبل القريب، ولذلك ربما يعتقد أنه من الأفضل له أن يسيطر على العملية السياسية لصالحه.
ولم يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في شهر رمضان، على الرغم من التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي بايدن بأنه "قريب جدًا".
وتعثرت بعض المحاولات السابقة للتوصل إلى هدنة جديدة في الشهر الماضي بسبب بدء الغزو الإسرائيلي لرفح، آخر جيب في غزة الذي لم ينج من القتال البري.
فيما تتضمن الخطة الجديدة اقتراحًا لوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع في المرحلة الأولى، حيث يتم تبادل عدد محدود من الرهائن الإسرائيليين بمئات الأسرى الفلسطينيين.
ومن المقرر أن تُمدد هذه المرحلة إلى أجل غير مسمى بينما يدرس المفاوضون المرحلة التالية، مما يعني أن الوصول إلى طريق مسدود لن يؤدي بالضرورة إلى استئناف الأعمال العدائية.